الكلب الذي رأي قوس قزح

د.عصام الزيات

دار دون للنشر والتوزيع

٢٣٧ صفحة (أبجد)

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أنت الأن تقف بجانب السيد أمام مستشفى يسودها الهرج

فالأكسجين قد نفذ !!!

والمرضي تغادرهم الروح ويتساقطون تباعا كأوراق الخريف.........

والأهل يتسلمون ذويهم جثث بعد أن تركوهم وهم يتنفسون

ورغم كل ذلك فالسيد ساكنا لا يتحرك

من هو السيد ؟؟

●السيد: ونحن هنا لن نواجه السيد واحدا بل عديدا منه

السيد ذلك الشاب ذو ملامح مختلفة عن والديه أضفي ذلك عليه شعورا بأنه متميز فأصبح ذلك الشعور هو المتحكم فيه

أصبح يري نفسه أهم من أن يكون مجرد مدرس فلسفة بالحصة في قريته ورغم ذلك يرضي بذلك لظروف معينة ونزولا عند رغبة والدته وارضاءا لها فهي تري المدرس كيانا مقدسا

وهو السيد المتعجرف الذي يتعامل بفوقيه مع مديره بالمطعم وساكني قريته

السيد المغامر الذي يضع القدر في طريقه فرصه ذهبية تكون بداية لطريق طويل محفوف تارة بالحرير وتارة بالاشواك

السيد الذي يقنع والديه بمغامرته فيساعدوه فهو المتبقي .....

يأخد الذهب ويبيع الأرض التي معاها أولي انكسارات والده

يعانده القدر في مغامرته ويتأرجح ما بين النجاح والفشل

حتي يتحقق مراده .......

وعند النجاح تأتي أولي الخسائر وأوجعهم 《صفية 》

يكمل السيد طريقه.......

يريد أن يصبح من الاغنياء وأصحاب المراكز فيبدا أولي خطواته وهنا يتعثر بنور ويتزوجها رغم تردد وعدم اقتناعه وهنا أتسأل أهو الخوف من يجعل السيد يتمسك دائما بالفرص الاولي خوفا أن لا تعود .........

فهو تمسك بالفرصة الاولي التي كانت السبب في خسارة من يحب

وتمسك بالفرصة الاولي عندما وجد نور.........

يبدأ السيد في تجديد البيت ولكنه تجديد يصاحبه خراب هو في تلك اللحظة هو يميت أغلي الأشخاص في حياته (عزت) ..........

بعد ذلك الفقد الثاني

يبدأ هنا السيد رجل الأعمال الذي بني امبراطورية

والسيد زوج نور

رغم قوته في عمله وحب العمال له

علي النقيض ضعف ناحية نور وهنا لا نعلم أهو ضعف الحب أم الخوف من الفشل أم الخوف من الفراق

ولكنه قرر التغاضي عن سوء طباعها التي بدأت رويدا تظهر

التغاضي عن معرفته أن قلبها ليس معه

التغاضي عن شكه في نسب أولاده

وهنا نري السيد الأب لتؤائم السيد وصفية ولاحمد

مع التوائم هي علاقة جافة خاوية صنعتها نور ببشاعة

يغلفها شكه انهم ليسوا منه فلاهم يشبهوا السيد لا شكلا ولا طبع

علي مع أحمد فقلبه وعقله يخبروا انه منه

ابنه ...يغدق عليه من الحب الكثير

ولكن القدر كان بالمرصاد للسيد

فيفقد عزيزين ويكاد معهم يقفد عقله

ولنري النسخة الاخيرة من السيد

ذلك السيد الجالس بجوار الشباك متمسكا به في عادة قديمة تذكره بأمه

السيد الصامت مع الأحياء و يشكو أحزانه لجثة

أيهما أكثر حزنا انه ملقي في مشفي غريبا وحيدا أم انه يشكو أحزانه لجثة

ذلك السيد الذي لم يأخذ نصيبا من اسمه فحاول أن يكون سيدا

وهل هل أصبح كذلك يوما ما .......

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كل شخصية فرعية في تلك الرواية إنما هي شخصية محاورية في حياة السيد

●صفية :الام الحنون الزوجة العاقلة المحبة

الام الثكلي مرتين .....تلك المرأة البسيطة التي تحب السيد ولكن حبا خجول لا يعبر عن نفسه وهي طبيعة النساء في تلك المناطق

تلك البسيطة التي لتحمي اولادها من الموت كانت تشبكهم في شباك غرفتهم

تلك التي رحلت منتظرة زيارة الحبيب

●عزت : الاب الذي حافظ علي بيت والده الذي بناه ٣٢٠ نقلة

فعزت هنا يحفظ الرقم لانه رقم صنع له البيت

البيت التي صنعت طوبه الام

البيت الذي شهد خروج الابن البكر ثم الاوسط

البيت الذي شهد موت أبيه وامه

البيت الشاهد علي زواجه من صفيه

الشاهد علي بيت طفله الأول

الشاهد علي حياة بأكملها وعمر كامل

ذلك البيت التي كانت معلقه روحه به وعند انهيار ذلك البيت

رحل عزت ...كأنه كان في انتظار أن يرحلوا معا....

●نور:فتاة جميلة متوسطة الحال تشبه الكثيرات ولا نعرف أكانت نعمة في حياة السيد أم نقمة ولكني أراها هي بداية النهاية

أأخطاءت حين تزوجت بالسيد وقلبها معلق بأخر

نور شخصية مربكة لاتعرف أهي كذلك بكل تلك البشاعة واللؤم بما صنعت في حياة السيد أم كان من ذلك من المرض الذي أصابها

هل كانت نور هي العقاب الأبدي لخطايا السيد غير المقصودة؟

●التؤام :علي رغم كرهي لهما إلا أنهما نتاج شعور كره وعداء زرعته فيهم نور إلي شعور اللامبالاة وعدم الاهتمام من السيد فأصبحوا كذلك.....

●خميس :تلك الجثة التي جاورت السيد

ذلك الذي ظل يهادن الموت ل٥٢ سنة

ثم في النهاية شق طريقة إليه

ولكن هل يهادنه الموت تلك المرة أم يرحب به

ذلك الأب الذي نجح فيما فشل فيه السيد أن تحبه عائلته ويحزنوا لفراقه

ويحبهم هو حد التضحية بنفسه

ذلك الساخر من كل شئ

●خلود :تلك الممرضة التي جمعها بالسيد أحاديث متباعدة ولعل ما جمعهما هو فقد أحب الناس ......

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

■لكل شخصيات تأثير أو إلقاء الضوء علي قضية محددة

مثل سامية والدكتور شخصيات لا تستطيع أن تقول عنها بها شر خالص انها تبدي لتصرفاتها اسبابا قد تقتنع أنت بها

ولكنهم بشكل أو آخر اعطوا لنا لمحة لما يكمن ان تحويه المستشفيات من تجاوزات

وستتعثر أثناء قراءتك بقضايا آخري

مثل الاستيلاء علي الأراضي الزراعية

تسريح العمال

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الرواية موجعة للغاية

الأكيد أنك ستري نفسك أو تري أحد ممن تعرفهم يشبه واحد من أولئك الذين ستقابلهم في تلك الرواية

بعض المشاهد علي قدر جمالها علي قدر الحزن بها

●مشهد هدم البيت

●مشاهد المقابر

●المشهد الاخير وكمال يكتب الورقة التي تدل علي هويته ووصف العثور عليه في حالة موته

ويكتب ويشطب وفي كل مرة يكتب حياة صنعها ويشطب آخري هدمت تلك الحياة واحتلت مكانها

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لي سؤال يحيرني :كمال عقدة السيد وحبيب نور الباريستا كمال هو نفسه كمال الباريستا صاحب قهوة الشهود الزور ؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وفي النهاية أكان سيد هو الغراب نذير الشؤم علي أمه وابوه

ومن حوله سبب الألم والوجع لاحبته فلاحقته لعنه الوجع إلي النهاية

واخيرا قرر السيد أن يجد القطعة التي أكملت لغز السيد الأكبر...........

وانتظر وهو يعلم أن لا أحد ينتظره علي الجانب الاخر ....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

●اقتباسات:

"البيت التي لا تهدمه الجرافات بل يهدمه تخلي صاحبه عنه ولا يهزم الزمن أي شئ بل تهزم الأشياء بهجر أصحابها لها"

"البشر سيئون بلا دوافع تحركهم أو مأساة تجبرهم هم كذلك لأنهم كذلك "