تعلمت من العالم، أنّ مَن يتذكر هم العجائز! لقد كنت صغيرًا، صغيرًا جدًا لأتذكر! هكذا فعلتْ بنا الحرب.
أجيال كاملة، ومدن خرج منها أطفال بعقول عجائز؛ كانوا صغارًا جدًا على أن يتذكروا. يجلس أبي خلف السائق، وأجلس أنا في صندوق الموتوسيكل، ما زال إصبعي السبابة يقف في وجه العالم غير المنظور ويقول أنا أحب! في عمر الحادية عشرة لا يمكنك تحديد كنه هذا الحب. لكني كنت أعرف، وبعناد صلد، أعلنت لزملائي في الفصل أني أكرههم وأكره القاهرة، وتلك المباني الحمقاء وأكره ألوانهم وطعامهم وكل شيء فيهم، أکرہ لہجتهم، وأكره رائحتهم. هكذا كنت معزولاً؛ أخبروا المدرس الأول والثاني والثالث والرابع والأخير لأنال كل حصة ضربتين على يدي، أو صفعة على وجهي ونعوتًا بأني مغفل وأحمق ومجنون.