أغلبنا يعرف إسم "الخط" كرمز للإجرام، ولكن من هو؟ وماحكايته؟ وفي أي عصر كانت قصته؟
كل هذه الأسئلة وأكثر يجيب عنها صلاح عيسى على صفحات هذا الكتاب، ليسرد لنا تاريخ محمد محمود منصور الذي عرفه الناس والتاريخ بخط الصعيد، وكما فعل في كتاب 'رجال ريا وسكينة' قدم لنا صورة كاملة للخط والبيئة المحيطة به اجتماعيا وسياسيا في فترة الأربعينيات من القرن الماضي، تحديدا السنوات الأخيرة قبل قيام الثورة، ومشهد الصراع بين الملك/الحكومة والوفد. فنغوص معه في مجتمع أبناء الليل الذي ظهر في البداية كنظام شرطي موازي على غرار قوانين الفتونة ومنطق روبن هود في أخذ حق الضعيف من القوي، والقوي هنا هو نظام الأقطاع ببشواته وأعيانه الذي استحوذ على الأراضي والأقوات بينما يعاني الفلاحين من الجوع والمرض والموت، وهي صورة تبرر وجود حالة من القبول بين الضعفاء بل والحماية لأبناء الليل، كخطوة للاعتراض على تجمع الملكية والأرزاق في يد مجموعة صغيرة من الأعيان الذين يعيشون في عالم منفصل خلف أسوار قصورهم، فالخط وأمثاله هم من يأخذ بحقهم من هؤلاء.
لكن طبعا يأتي الفساد مع القوة، وتأتي هيبة القانون والدولة المركزية لتؤكد انفرادها بالضبط والربط، فينشأ الصراع مع الخط وأعوانه وأمثالهم، وبسبب هذا الصراع تتوه الحدود وتسود الرمادية بين الحق والباطل.
محمد متولي