ثلاثية الأمالي لأبي علي حسن ولد خالي - أولنا ولد > مراجعات رواية ثلاثية الأمالي لأبي علي حسن ولد خالي - أولنا ولد > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

ثلاثية الأمالي لأبي علي حسن ولد خالي - أولنا ولد - خيري شلبي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بمُجرد ما تبدأ رواية لخيري شلبي، حاول أن تفصل نفسك عن أي واقع، عن أي زمن، عن أي تحاليل فلسفية، وأدخل الحكاية برجلك اليمين، بعد ما تسمي طبعاً، وخلي عمك/ خيري يحكيلك عنهم، عن المُهمشين. فهذا الرجل أكاد أجزم أنه منهم، أو عاش معهم، فهو يحفظهم عن ظهر قلب.

"هم يضحك وهم يبكي.. واحد يقتل من أجل تذكرة قطار.. وواحد يرمي بنفس التذكرة نحنُ ندفع عمرنا ثمناً لتذكرة كهذه قد لا توصلنا لأي جهة.. على الإنسان أن يمضي في حياته بلا أي تذكرة!.. لا في القطار ولا في الهباب!.. حين يزنقك الحق ادفع وتخلص من الزنقة والسلام!.. ما بال الواحد منا يضيع وقته في قطع تذكرة! المهم أن تلحق بالقطار يا أبو العم!.. وما تنفع التذكرة من فاته القطار!"

الحكاية بطلها، ولد، اسمه حسن، أبو علي، بيحكي عن حياته من أولها، أيام ما كان مُعدم بيصرف على أمه وأربعة أخواته.. بيصرف عليهم إزاي؟ بأي طريقة مُمكنة!

بالحلال؟ معاك يا أبو عمو.. بالحرام؟ معاك يا أبو خالو.. دائماً لديه التفسير الذي يُقنعه بالحلال وبالحرام.. هو فقط يُريد أن يعيش ويعمل ويُرسل الحوالة كل شهر لأمه في البلد لتستطيع أن تُطعم أخواته البنات.

الحكاية ليست عن مُجرد مُهمش قادم من أحد بلاد الأرياف ليبني المجد في القاهرة عن طريق العمل والفهلوة.. بكل تأكيد لا.. فهُناك فلسفة بسيطة وعميقة في كُل المواقف.. في الشخصيات وجمالها.. والأحداث وتشويقها.. والرمزيات الموجودة بداخل بعض حدث.

"وقالوا كذلك أن التعليم صار بالمجان وأن كُل الناس مثل بعضهم أمام مراكز البوليس والمحاكم والحكومة!! قُلت يا أسيادنا قولوا كلاماً غير هذا يُصدقه المرء! قالوا: كُنت بهيماً وأذن الله الله أن تُصبح آدمياً فأفهم يا بجم"

السياسة هُنا ليست هي المُحرك الأساسي للأحداث ولكنها موجودة، اخبارها متداولة.. ولكنها في الخلفية.. فلا اهتمام بها ولا الحرص عليها.. الأهم بالنسبة للمُهمشين هو الأكل.. وعن "حسن" بالأخص.. الذي عاش أياماً طويلة سوداء يُحارب من أجل وجبة ما، أو يعمل ليال طوال من أجل بعض القروش التي سيُرسلها إلى البلد في النهاية!

وحكاية كهذه عن التعب والجهد والكدح لا بُد أن تُكتب بواسطة كاتب ماهر، دقيق يستطيع أن يوصل لك أغلب تلك المشاعر التي أغلبنا والحمد لله لم يمر بها.. فكيف تستطيع أن تشعر بجوع وأنت ثلاجتك مليئة بما لذ وطاب؟ كيف تشعر بالإفلاس وأنت لديك ما يكفيك من أموال؟ لا ضغينة صدقني.. ولكن هذه المشاعر لن تصلك إلا بقلم هذا الكاتب العظيم "خيري شلبي" الذي وبسببه اشتهيت أكلة "باذنجان مقلي" ومن قرأ الرواية يعرف ذلك جيداً.

ختاماً..

الجزء الأول من ثُلاثية الأمالي كان من أجمل ما قرأت.. ويبدأ العم/ خيري بالجزء الأول الذي لا يتجاوز 190 صفحة، ليسحبك إلى الأجزاء التالية -الكبيرة نسبياً- ولكنه قد عرض لك نبذة عن العالم الذي ستدور فيه الأحداث التالية.. هذا العالم المرسوم بدقة حتى أن الشخصيات باسمائها الغريبة والمُضحكة قد أصبحت معروفة لديك.. فإذاً فلنذهب إلى الجزء الثاني..

ورزقي ورزقك على الله يا أبو عمو.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق