ثلاث ثوانٍ
تأليف: أندرش روزلوند، بو هيلستروم
ترجمة: نهى مصطفى
Al Arabi Publishing and Distributing العربي للنشر والتوزيع
التصنيف:جريمة و نفسي
2024
552
⭐️⭐️⭐️⭐️
■ الجريمة: عدم الإبلاغ عن جريمة
الجريمة: حماية مجرم
الجريمة: التآمر على ارتكاب جريمة
الجريمة: شهادة الزور
الجريمة: سوء استغلال الوظيفة العامة بشكل جسيم
الجريمة:تزوير مستندات
تعد هذه الرواية هي الجزء الخامس من سلسلة كتبها الكاتب اندرش روزلوند وهو المؤسس والرئيس السابق لأخبار الثقافة في هيئة الإذاعة الوطنية السويدية كما عمل أيضاً مراسلاً إخبارياً متخصصاً في القضايا الجنائية والإجتماعية، ثم رئيس تحرير لأحد برامج الهيئة مع بو هيلستروم وهو مجرم سابق ولكنه تخلى عن الجريمة ليصبح عضوا في جمعية لمكافحتها ودعم المجرمين السابقين وبدأ طريقه الادبي عام 2006 وتوفي عام 2017 مصابا بالسرطان وقد قرر اندرش روزلوند نشر هذه الروايات بعدما توفى شريكه بو هيلستروم.
تحكي الرواية عن العلاقة بين كل من المجرمين والشرطة وهيئة السجون في السويد بما تحويه من تشعبات ومخالفات لنتعمق في دهاليزها عن طريق جريمة قتل بطريقة الاعدام حدثت ليتولى التحقيق بها "ايفرت جرينز" المعروف بمهارته وعدم استسلامه حتى أنه خلال 35 سنه عمل بها كمحقق وبعدما تولى مئات القضايا فشل في 3 فقط من بينهم وبالمزيد من التحري حول الواقعة والتي تم الابلاغ عنها نكتشف ان الجريمة تمت اثناء تسليم شحنه من مادة "الامفيتامين" المخ.درة واشتملت على عنصرين سويديين قُtل أحدهم وقام الثاني بالإبلاغ عن الجريمة واختفى وعنصرين اخرين وكلهم اختفوا يظل التحقيق مستمر لنحصل على اسم "بيت هوفمان" والذي يملك شركة حراسات خاصة تدعى فويتك ليكون هو طرف الخيط في جريمة عجيبة معلومة الاطراف ولكن كلما اقتربوا من الحل يكتشفوا انهم على الجانب الاخر منه ناهيك عن معرفتهم أن "فويتك" هي الواجهه الحالية للمافيا البولندية.
جاءت الرواية على لسان كل من راوي عليم وراوي مباشر حيث تعددت اصوات الرواة داخل الرواية فكل يتحدث من زاويته لنرى الحدث من رؤية كل من المتسلل والمسؤل عنه والشرطة والجهات العليا وادارة السجون والوزراء كل له رؤيته واسبابه وكل يدعي المثالية والخبرة والمساندة لبعضهم البعض ايضا فالهدف أسمى من أي اعتبارات حتى وإن اضطروا للتغاضي عن بعض الجرائم ليجهضوا اخرى.
ولكن يبقى السؤال ما الشيء الملزم في كل ذلك؟ وما الذي يجبرهم على الامتثال لقوانين صورية وضعوها بينهم إن كانوا قد خرقوا القوانين المكتوبة ودستور البلاد بالفعل؟
اتخذت الرواية مسارين جنبا الى جنب وهما حل الجريمة ومعرفة من المتصل والطرف الخفي والجانب النفسي وإن كان في رأيي الجانب النفسي طغى وغلف أجواء الرواية جميعها فقد حرص الكاتب على أن يسمع القارئ الصوت الداخلي لجميع الشخصيات فتنوعت المشاعر ما بين الخوف والحزن والشفقة والحيرة والخذلان ... الخ.
حرص الكاتب على إضفاء جو من الحماسة خلال الرواية لا ينقطع فتجد انه كل فترة من الوقت يضيف حدث اساسي ومفاجئ فهنا نكتشف أن "بيت هوفمان" عميل مزدوج وهنا يقرر "جرينز" التعافي والتحرر من غضبه وهنا تقرر المافيا احتكار السوق المغلقة ثم نكتشف التعاون مع شخصيات كبيرة كوزيرة العدل ثم ياتي الحصار وجريمة القتل المشروعة.
لم يبخل الكاتب بالوصف التفصيلي للاحداث والأماكن المحيطة والذي عزز لدي الشعور بالرواية والشخصيات والتفاعل معهم حتى وضعت تصور للبطل في وقت ما. كما احببت توضيحه لبعض المعلومات كشركات السياحه التي تم انشاءها بعد انحلال الاتحاد السوفيتي ومفهوم السوق المغلق والمتسللين والانظمة البيروقراطية وكيفية استغلالها من قبل السلطة.
الرواية غيرت بعض المفاهيم لدي خاصة في امر السجون والمسيطرين عليها اعلم ان هناك حالات انفلات وتعاطي ولكن ان تكون منظمة هكذا وعصابات وبالتعاون مع هيئات الدولة فكان هذا أمر جديد كام أني عرفت تصنيف جديد للمجرمين حسب جرائمهم فحين نعتبرهم نحن فاقدين للأهليه انشأوا هم تصنيف اخر يضمن لهم التكيف خلال مدة عقوبتهم.
خلال الرواية وبعد موت بيت هوفمان لم يستطع عقلي تقبل الامر بالرغم من سير الامور هكذا لفترة من الوقت ولكن لا انكر أنني فرحت بتغير الاحداث وشعرت بالحيرة كما جرينز هل يستحق الامر عناء اظهار ما تم اكتشافه أم يكفي ماحدث وللبعض الحق في بداية جديدة.
❞ "دائمًا لوحدك. لا تثق بأحد غير نفسك"، هكذا عاش "بيت هوفمان"، وهكذا نجا. ❝
على عكس ما هو شائع من انه لا احد ينجو بمفرده فقد قرر بيت أنه لن يموت الآن ولن يثق بأحد ولن يكون لقمة سائغة فقرر التشبث بالحياة من أجل اسرته حتى لا يظل وحيدا الى الابد فقط بعض الوحدة والمثابرة وينتهي الأمر إلى الأبد.
جاءت الرواية مترجمة باللغة الفصحى سردا وحوارا بلغة سهلة بسيطة حتى انك حينما تقرأ تشعر وكأنك تقرأ لبلغتها الام وليست مترجمة. هذا وبالرغم انني كنت متخوفة من ان الرواية لكاتبين ولكنني لم اشعر بذلك اطلاقا حتى اعتقدت انها سيرة ذاتية ل بو هيلستروم وقام بصياغتها اندرش روزلوند.
كانت الحبكة جيدة وأن كانت تبعث على الملل في النصف الاول من الرواية مما قد يؤثر على حكم القارئ او يجعله يعزف عن قراءتها .
كانت الشخصيات مرسومة بعناية وكل له خلفيته القائم عليها هذا وبالرغم من ان الرواية جزء من سلسلة كبيرة الا ان عدم قراءتي لاجزاءها لم يؤثر على الاحداث فقد مهد الكاتب بروية للاحداث والحبكة.
جاءت النهاية مُرضية بالنسبة لي فلم يتقبل عقلي نهاية هوفمان بموته وبالرغم من كونه مُدان الا ان سعيه للتغير شفع له وفي نهاية الامر كان يداغع عن نفسه ضد نظام كامل قرر خيانته واحببت فكرة معاقبة المتواطئين في القضية مهما كانت مناصبهم .
فيما يتعلق بالغلاف فقد جاء معبر عن احداث الرواية والاطراف المعنيين بها كما جاء الاسم ذو دلاله واضحه ومعنى قوي فيما يتعلق بالأحداث وأهمية استغلال الوقت فثلاث ثوان كانت كافية لقلب الأحداث رأسا على عقب😉.
يعيب العمل تكرار بعض المقاطع والجمل اكثر من مرة وهو اسهاب لا داعي له .
مشهد الختام والمكالمة ذكرني بمشهد ل سلمان خان في فيلم tiger كما انني طوال الرواية ارتبط بيت هوفمان في ذهني ب نيكولاس كايدج في فيلم con air وارشح كلا الفيلمين بالمناسبة🥰
■ إقتباسات:
● العيش مع الحزن شيء مختلف، لا يمكنك ذلك. أنت لا تعيش مع الحزن، بل تعيش من أجله. أنت تتمسك به، وتختبئ خلفه. ألا تفهم أيها المحقق "جرينز"؟ ما تخاف منه قد حدث بالفعل.
● من العبث ان تتنفس دون ان يكون لديك شخص تحبه.
● عليك ان تكون مجرما لتلعب دور المجرم.
● المتسلل، المخبر، مصدر المخابرات البشري السري. مجرم يرتكب جرائم نتغاضى عنها لأنه يساعدنا في التعامل مع جرائم أخرى.
#أبجد
#ثلاث_ثوانٍ
#أندرش_روزلوند
#مسابقة_الجريمة_ليست_كاملة_مع_أبجد