من الصعب وصف بازوليني مخرجًا فقط أو كاتبًا و روائيًا أو شاعرًا لان هذا المثقف الإيطالي الشامل يعتقد أن السينما والأدب يجب أن يكونان من العناصر الأساسية في تشكيل المجتمع
إن فكرة بازوليني ليست فقط فكرة سينمائية
أنها فكرة شاملة فريدة من نوعها، من المستحيل أخذها بعين الاعتبار إلا في سياق مشاهدة وقرأت إنتاجه الشامل، لأن الطبقة الأدنى والمواقف الأكثر إهمالًا اجتماعيًا هي محور اهتمام بازوليني الذي يهدف إلى البحث عن إنسان نقي غير مشروط بقيود المجتمع البرجوازي
إن حياة الفقراء وتلك الظروف البعيدة عن العالم البرجوازي هي التي تثير فضول بازوليني
في نهاية الخمسينات نشر بازوليني هذه الرواية القاسية والواقعية عند قرأتها شعرت كأنني في داخلها وبأنني أشاهد أحد أفلام الواقعية الإيطالية على شكل رواية ما يميزها أيضًا أنها تتحدث عن طبقات منسية ومتجاهلة في المجتمع لأنها
تعكس شغف حياة مجموعة من الصبية الذين يعيشون في الازقة العشوائية في إيطاليا بعد الحرب تتركز حياتهم حول ما يُسمّى بالجرائم الصغيرة مثل الاحتيالات والتجارة جنسية والسرقات فردية في محاولتهم البقاء أحياء في فترة قاسية من حياة الطبقة الإيطالية الفقيرة.
أهتمامي بهذه الرواية ليس فقط أسلوب بازوليني وطريقة سرده بل أنها ايضا تمثل موضوع فيلمه الأول "أكاتوني"
وفيلم "ماما روما"..
كتبت هذه المراجعة بعد قرأتي لهذه الرواية عام 2022