❞ اعلم يا "أناطولي" أنني لم أزرع الخطيئة أو الشر في الناس قط، بل كان موجودًا هناك فعلًا. إنني فقط أشجعهم. ❝

‏حين وضع الأب بيتر بينسفيلد تصنيفًا للشياطين، اختار وصف خطاياهم بالمميتة.. لعلك تفهم كيف يمكن للغضب والشهوة أن يُميتا حاملهما، ولكن ماذا عن الطمع، الشراهة، والحسد مثلا.. كلها رذائل لكن كيف تصل للموت؟

في قرية نائية وسط الجبال والثلوج والحرب، يظهر عجوز محني الظهر، يفتش عن الشر في قلوب الناس، يغذيه ويدفعه لأقصى حد، يدرك جيدا أن كل سكان القرية، وكلنا، نحمل خطيئة ما تحت قناع الإنسانية والحضارة، هي فقط تحتاج لتشجيع بسيط حتى تفرض نفسها وتدمرنا.

نتابع قصة القرية في متتالية قصصية رتبها الكاتب من الأحدث للأقدم، أنت تعرف مسبقا مصير كل أهل القرية، لكنك لا تعرف كيف تقودهم خطيئتهم في ذلك المصير.

رواية نفسية بإمتياز، شخصيا مركبة رغم تعددها واختلافها، يبروز الكاتب في كل مرة لحظة تحول الشخصية من الخير للشر، يجعلك تعتقد أنه تحول لا مبرر، ثم تدرك فجأة أن هذا الملاك بدأ حياته حاملا لأسباب هلاكه، وأن تحوله حتمي.

ربما تظن أيضا أن هذا التحول مبالغ فيه، لم قد يقتل الأنسان أبناءه لأنه شره للطعام؟ وهنا كان دور البيئة القاسية التي فُرضت على قريتنا، وحين اجتمع شر البيئة وشر السياسة مع شر الانسان، بدأت نهاية قريتنا، قرية الخطايا السبع.

#مسابقة_الجريمة_ليست_كاملة_مع_أبجد