همس الشياطين ومبعوث مامون!
بعد أن كان منبوذًا مرذولًا بين الناس يفرضون قوتهم عليه ويستقبل ضرباتهم ونظراتهم المزدرية، أصبحوا يشعرون بالذعر تجاهه ويهابون شياطينه المتوغلة في شرايينه.
تُرى ما آل إليه حال آدم حين قامت الشياطين التي اندمجت بأجسادها الطاقية بجسده وتسربت طاقاتهم لخلاياه على الرغم من أنهم لايزالون محافظين على وعيهم الخاص وكذلك ظل هو محافظًا على وعيه، مجاهدًا أمام طلبة شياطينه التي استنزفت قواها لشفائه، ىافضًا رفض تام لها وبشكل قاطع لأن يصبح مسخ صائد للدماء الطازجة اللزجة!
لم يكن أمامه سوى البحث عن بوابة عبور لشياطين من هم أعلى من بداخله الذين يحموه فقط كي لا يفنوا؛ فالمصير أصبح واحدًا الآن!
وابتغى هو نوال المزيد من المعرفة.
مع تكرار محاولات ذو الرمح، حارس عهد الدجالين الذي أعطاه الكتاب، من يقتل الدجالين حين ينتهي عهدهم، لم يكن أمامه سوى إجراء التجربة من جديد واللجوء لهيثم الزميل الذي تخصص في هندسة الالكترونيات وهناك التقى بفريد الذي لم يخشاه.
وعن حيلة الاستعانة ببشري يقوم بالأمر بدلًا عن ذو الرمح فينتهي المشهد بجثمان مهترئ ذبيح يُدفن في حقل البرتقال، وهناك بقليل من النبش في قبر الدجال تكشف ديهيا عن وجودها ليبدأ آدم رحلته في الوصول لها.
الكتاب الثاني من سلسلة لاشين، الفكرة المُسيطرة التي تشكل أكثر ما يرعبني - رغم أنه ربما لا تشكل رعبًا لمن اعتاد على مشاهدة أفلام الرعب- ، هي فكرة التواصل مع الشياطين، كم هو مرعب ومخيف!
وإن لم تراه مرعبًا، فبالتأكيد هو شعور غير مريح مطلقًا، الجزء كان بطولة مطلقة لآدم، المهندس المتورط في عهده أباه والمُجند من قبل شياطينه، المجاهد في سبيل أخذه بثأره وثأر أنيس وأمهما.
آدم الممزع بين إرادته وأصوات شياطينه.