اسم الرواية : كونسيلر
اسم الكاتبة : د. نرمين نحمد الله
عدد الصفحات : ٨١٨ أبجد
دار النشر : دون للنشر والتوزيع
تبدأ الرواية بفتاة محتجزة في مكان ما و أثناء ذلك يتوالى علي ذهنها تذكر شريط حياتها و كل ما مرت به من متاعب منذ نعومة أظافرها إلي أن أصبحت شابة ناضجة " فاطمة" التي عاشت عمرها مأخوذة بذنب ليس لها أدنى دخل به و التي كانت دائما ما تؤرقها هالاتها السوداء التي رغم وجودها لم تقلل أبدا من جمالها كل فصل من فصول الرواية يحمل لنا بين طياته فك سر هذه الهالات واحدة تلو الأخرى
هذة الرواية هي قرأتي الرابعة لقلم الكاتبة و التي دائما ما تدهشني بإختيارها الملائم جدا لعنوان الرواية و الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأحداثها "الكونسيلر " خافى العيوب الذي أُهدى إلي "فاطمة" و التي كانت تراه سحر يخفى هالاتها إلى أن تعلمت أنه لا يجب عليها أن تخفيها بل يجب معالجتها أو تقبلها كما هي .
دائما كنت أسمع عبارة أن القارىء عندما يقرأ للكاتب أعماله الجديدة أولا ثم يعود ف يقرأ أحد أعماله القديمة ف إنها قد لا تعجبه نظراً لتطور أسلوبه و أفكارة بطبيعة الحال و قد كانت بداية قرأتي لقلم الكاتبة رواية ضي يونس ثم لحن سيبقي بيننا ثم روايتها الجديدة ثم هذه الرواية وجدت أن كل رواية أعجبتني بطريقة مختلفة و أن هذه العبارة التي دائما ما كنت أسمعها تتردد لم تنطبق علي قرأتي لقلم الكاتبة كما أني لم أتوقع أن تجذبني الرواية و أحداثها بهذه الطريقة التي جعلتني أُنهيها في ثلاث أيام دون أن أشعر بأي ملل في فترة كهذه التي أمر فيها بإضطراب في قراءاتي و نادراً ما أكمل عمل و عندما وجدت أن الرواية قاربت علي الألف صفحة علي أبجد توقعت عدم قدرتي علي إنهائها خلال هذا الأسبوع و لكني عندما بدأت في قراءتها و جدت أنني أنجذب رويداً رويداً إلي عالم الرواية و أعيش مع أبطالها و أتفعال مع الأحداث التي يمرون بها.
الشخصيات
"غالية " القوية المغرورة بفرض سلطتها علي الجميع و التي لا يكسر لها كلمه
"فاطمة" التي تستطيع أن تقتنص ما أرادت و لو كانت النجوم بجهدها و إجتهادها و سعيها نحو حلمها
" غفران" والدة فاطمة و التي عاشت فاطمة مأخوذة بذنبها و لكنها في النهاية إتخذت من اسمها ما يجعلها تعيش في سلام عندما تذكرت مقولة سليمان لها " ربما السر في اسم والدتك"
" السرجاني" زوج أم فاطمة الذي عاشت فاطمة عمرها تراه الجاثوم من ماضيها
" هارون" ابن السرجاني الشخص الوحيد الذي استطاع بث الآمان في نفس فاطمة و الذي كان سببا في كل ما عانته فاطمة في حياتها بفعل مراهق لم يعى ما يفعله
" هاشم" بطل كرة القدم المشهور الذي يوجد لديه عقدة نقص و الذي يحب دائما أن يكون أعلى من الجميع هذا من صغرها فلم يكن يصادق إلا من يرى أنه أقل منه وما كان يجعله عقدة نقص تلك مكتمله هو أولا رؤية فاطمة له كمعجزتها و لكن عندما فقد ما كان يجعله أعلى منها بدأ في غيرته من نجاحها و بغضه لرؤيتها تتفوق و ثانياً رؤية غنى له علي أنه كوكبها و عالمها كله .
"غنى" ابنة أخت غالية التي فقدت والديها و ذهبت للعيش مع خالتها ، و عدم ثقتها في مظهرها و مقارنتها الدائمه ب فاطمة التي كانت تراها دائما تأخذ كل شيء و كل ما رغبت هي فيه و لكن عندما وجدت من يحبها حقا تبدل حالها و أصبحت أكثر ثقتا في نفسها و في مظهرا و جدت مصدر دعم لها هذا بعد تحملها الكثير من الألم.
" طاهر" زوج غالية و الذي كان بمكانته يتجبر علي الناس و يسلبهم ممتلكاتهم فقط لأنه يرغب فيها دون موافقتهم حتي و الذي نال من عقابه علي أفعاله .
" أم هاشم" و التي حالها مثل حال الكثر من الأمهات التي تغار من زوجة ابنها سواء كانت فاطمة التي لم تردها منذ البداية أو غنى التي ألحت علي ابنها بالزواج منها و لكن عندما وجدته يعاملها بأسلوب جيد بدأت غيرتها و تسلطها ، و الذي لا أستطيع فهمه هو ماذا استفادت مما كانت تفعله من سحر و تسلط و معامله سيئة فهو كما سيؤثر علي زوجة ابنها ف سيؤثر علي ابنها أيضا و يعكر صفو حياته، وددت لو نالت عقاب علي ما فعلته.
" سليمان " الذي يدعونه في القرية بالمجذوب منذ فقدة لولدة و الذي كانت غالية كثيراً ما تتيمن بعباراته و ترى فيها نبوءة لما سيحدث ، من الشخصيات الي حبيتهم جدا .
عجبني تتابع الأحداث و سلاسته بطريقة لا تجعل في ذهن القارئ أي سؤال لم يجاب عنه.
النهاية عجبتني جدا فكل شخصية من شخصيات الرواية وجد من ينير له دربة و يشاركة أيامه بحلوها و مرها
تعلمت من الرواية شىء مهم جدا وهو " أن لكل حقيقية وجهين "
أدام الله إبداعك نرمين نحمدالله
إقتباسات
❞ يا من تبحث في سلة الألوان.. الأحمر مبهر لكنه خطير.. الأسود جاذب لكنه مهلك.. الأزرق فريد لكنه وحيد.. اجعل غايتك الأبيض فلا روح تصفو إلا به! ❝
❞ اعتياد الألم لا ينفي الشعور به.. إنما هو فقط يخرس آهاتنا.❝
❞ يقولون إن في حياة كل منا لحظة لا تعود بعدها الحياة كما كانت.. ❝
❞ كيف يمكن أن يفهمك أحدهم إلى هذا الحد الذي يمنحك فيه دواءك في لحظات؛ فقط لأنه يحبك! ❝
❞ كيف تتبدل الأيام هكذا؟! كيف تشوه ملامحنا فتنتزع منّا ملائكيتنا وتقذفنا في جحيم الأبالسة؟! ❝
❞ فهل هناك أقسى على قلب طفل من أن يعجز حتى عن البوح بافتقاده لأمه؟! ❝
❞ تظنين أننا من نبحث عن الحب! هو من يبحث عنا ليجتاحنا دون إرادة! ❝
❞ لا بأس.. الوهم أرحم من الحقيقة أحيانًا! ❝
❞ هل هناك أقسى من أن تطالع مرآتك كل يوم لتجد نفسك تشبه أكثر شخص صرت تكرهه؟! تكرهه بعد طول تعلق؟! ❝
❞ - ما يكسره الخذلان لا يصلحه الندم.. ❝