#مسابقة_الجريمة_ليست_كاملة_مع_أبجد

#قرية الخطايا السبع

هذا ليس أول لقاء لي مع رافاييل مونتيز، فقد قرأت له من قبل "امرأة في حقيبة"، وحتى الآن تأكد لي شعوري أنني لا أحب كتابات رافاييل مونتيز. من حسن حظي أن صديقتي المقربة أغلقت حسابها على فيسبوك لفترة، وهي من محبي مونتيز، لذلك سأستطيع التعبير عن الأمر كما يحلو لي بدون الخوف من العواقب.

رواية قرية الخطايا السبع هي ليست رواية بالمعنى المفهوم، هي أقرب لمجموعة من قصص قصيرة مرتبطة ببعضها عن طريق الفكرة الرئيسية. ويدور موضوع هذه القصص حول السيدة ألفريدا التي قررت قبل وفاتها التخلص من مكتبتها الضخمة التي تحتوي على 7000 كتاب، وبعد أن قام صاحب المكتبة بفرز المكتبة، اكتشف وجود 3 دفاتر جلدية مكتوبة بلغة غريبة لا يفهمها وبها بعض الصور. رغم عدم فهم اللغة، استنتج أن هذه الدفاتر مذكرات، فتواصل مع عائلة ألفريدا التي رفضت تمامًا استعادة الدفاتر، ومن هنا قام صاحب المتجر بإرسالها لمونتيز الذي خاض المصاعب والأهوال من اكتشاف اللغة إلى البحث عن مترجم يرفض ترجمة النص ويحذر منه. ليأخذ رافاييل على عاتقه هذا الأمر ويقوم هو بنفسه بترجمة القصص وترتيبها.

من الأن قد تحتوي المراجعة علي حرق للأحداث

تدور هذه القصص في مضمونها حول الخطايا السبع وترتبط كل خطيئة بأحد سكان القرية الذي تكون هذه الخطيئة نقطة ضعفه وطريق هلاكه

فتأتي الشراهة مع فيليكيا التي تخاف على أبنائها من الجوع وتحاول التخفي من جيرانها وإخفاء الطعام عنهم، ولكن يتضح بعد ذلك أن السيدة فيليكيا ممارسة متمكنة من فن الكانيباليزم وحتى أطفالها لم يسلموا منها حيث قامت بطهيهم أيضًا.

ثم فوندا التي معها خطيئة الحسد، حيث تحسد أختها فاليا على حب الوسيم كريجر، فتقوم بمحاولة قتله ولكن ينتهي الامر به عاجز وحتي تخفي الامر وتقوم باتهام أختها التوأم وقتلها حتى تنفي التهمة عن نفسها. بعد ارتكاب كل هذه الجرائم، تغادر القرية للبحث عن مستقبلها.

ثم يأتي الكبر مع السيدة هيلجا التي تدافع عن شخص كان يتم وصفه في الرواية بأنه زنجي، وبعد ذلك تبدأ في تعذيبه حتى يقوم الرجل بفقء عينها وعمل حساء منها، ويخطف ابنها ويأكله. طبعًا بقاء السيدة هيلجا على قيد الحياة بعد إخراج عينيها وخلطها مع البطاطس المهروسة هو أمر لا يضر الحبكة في شيء، أعني أن القرية ملعونة من الشيطان على أي حال وهذه التفاصيل البسيطة غير مهمة.

أما ميخائيل الحداد، فإن الشهوة هي خطيئته، حيث إنه شخص بيدوفيلي مريض، وينتهي به الأمر مصابًا بالجزام الذي أهدته له ابنة جاره التي انتهك طفولتها.

أما الكسل، فهو خطيئة إيفان الحداد، حيث قام بشراء فتاتين صغيرتين وهما أبناء الرجل الزنجي الذي عذبته السيدة هيلجا واحتجزهما عنده ليقوما بالعمل في الحدادة بدلًا منه. بعد ذلك، قتل والدهما وحرض الأختين على بعض، ثم بسبب نقص الغذاء قرر أكل جزء من إحدى الفتاتين. بينما هو ينهي عشاءه المصنوع من لحوم البشر، جاءت فيليكيا لتأخذه وتذبحه عندها في المنزل. كان من الممكن أن ينقذ نفسه لو عرض عليها جزءًا من العشاء .

أما الطمع، فهو خطيئة السيدة برانكا التي أخذت تقطر في الإنفاق على حفيدتها حتى مرضت وأصبحت حفيدتها المسؤولة عنها، وبدأت في إطعامها العملات المعدنية حتى تسممت وماتت.

أما الغضب، فهو خطيئة أناتولي، حيث غضب من زوجته لقتلها أبنائهم فقام بخنقها حتي الموت

بالطبع، يتضح أن كل ما حدث في هذه القرية البائسة بسبب زيارة الشيطان لهم، حيث قام بتضخيم مخاوفهم ومضاعفة شهواتهم حتى دمرت القرية بالكامل. الشخص الوحيد الذي نجا من الموت هي فوندا، والتي أعتقد أنها قامت بعقد عهد مع الشيطان ثم اختفت وعاشت حتى 102 عامًا، عندما عثر عليها الشيطان وأخذ روحها.

أنا لم أحب الرواية، ولكن لا أستطيع أن أنكر أنها مشوقة. رغم أن الأحداث كلها متوقعة، إلا أنها لم تقع في خطيئة الملل الخام. بالنسبة لي، كانت الخطيئة في الرواية هي الاستسهال؛ لا يوجد أي بعد لأي شخصية، كلهم أشرار مجانين وهي نوعية الشر الخام الواضح، حيث يقوم الأشخاص بقتل بعضهم وطهي الأطفال وتعذيب الفتيات في القبو بعد تقطيعهم. أنا من الأشخاص الذين يفضلون الروايات التي بها الشر الناعم المستتر بقناع، أما هذه الفجاجة بوجود عيون متطايرة في كل مكان، فإنها لا تروق لي.

معلومة قد يجدها البعض مفيدة: أعتقد أن الرمز في أول الرواية يجمع ما بين رموز الحيوانات التي تمثل الخطايا السبع مع شعار المنتصف الذي هو تتويعة على الأوروبرس، وهو يرمز للأبدية، أن الخطايا ستظل موجودة طوال الوقت. لو كان أحد يتابع أنمي "الكيميائي المعدني"، قد يشعر بتشابه الشعار مع شعار الهومونكلس الذي كان يظهر على جسد شخصيات الخطايا السبع في الأنمي.

التقييم نجمتين