#مسابقة_الجريمة_ليست_كاملة_مع_أبجد
رواية 3 ثوان من تأليف أندرو روز لاند و اوبو هيلستروم ، وهي الجزء الخامس من سلسلة مكونة من 12 جزء، بطلها المحقق إيفرت جرينز. ولكن لحسن الحظ، تعبر هذه الرواية بداية لشراكة فرعية للمحقق مع إحدى الشخصيات الهامة، والتي يبدو أنها شراكة مستمرة إلى الجزء الأخير. حتى مع أنها رواية أجزاء، فإن هذا الأمر لا يؤثر على الحبكة الأساسية للرواية.
تدور الرواية حول بيت هوفمان، مدير لشركة هوفمان الأمنية، ولكن تحت هذا الغطاء هو تاجر مخدرات، ولكنه أيضًا مخبر للحكومة. يحدث أثناء إحدى عمليات التهريب أن يقتل المشتري بواسطة أحد مساعدي هوفمان، ويتضح أن القتيل ( هو في الأساس مخبر آخر متخفي). نعم، الكثير من المخبرين في عملية واحدة. تتعقد الأمور بالنسبة لهوفمان، حيث سيحقق في قضية الرجل المقتول المحقق إيفرت جريينز، المعروف بأنه لا يترك أي قضية حتى يحلها. ومن هنا يبدأ الصراع بين إيفرت جرين، الذي يحاول بكل الوسائل كشف سر اللغز، وبين هوفمان والضابط المسئول عنه، إريك ويلسون، الذي يحاول التغطية على الأمر بكافة الوسائل حتى لا تدمر خطة تسلل هوفمان إلى منظمة التهريب.
جاءت الحبكة جيدة ولكن بطيئة إلى حد ما، ولكن أعتقد أنها كانت كذلك لبناء تفاصيل الشخصيات والعلاقات داخل الرواية وبناء الرابط الشعوري بين القاري و الشخصيات. ولكن ما أن نصل إلى قرب منتصف الرواية، تبدأ الأحداث بالتصاعد وننال المكافاة علي صبرنا في البداية.
من الآن قد تحتوي المراجعة على حرق للأحداث:
"3 ثوان" هو عنوان الرواية، وهي المدة التي تستغرقها الرصاصة عند إطلاقها من برج الكنيسة حتى تصيب الهدف المراد قتله وهو بيت هوفمان. ولكن يبدو أن رقم 3 مهم في كثير من الأشياء في هذه الرواية؛ فـ3 سنوات هي المدة التي استغرقها هوفمان ليخترق منظمة فوتيك، و3 كيلوغرامات من الأمفيتامين هي الوسيلة التي استخدمها هوفمان حتى يتم القبض عليه والدخول إلى السجن لاختراق المنظمة، كما أنه احتاج إلى 3 أيام للتخلص من منافسة مروجي المخدرات داخل السجن .
أغلب شخصيات الرواية مرسومة جيدًا. إذا أخذنا في الاعتبار أن الرواية جزء من سلسلة، فإن خلفية الشخصيات واضحة تمامًا:
المحقق إيفرت جرينز: محقق مميز لا يترك القضية إلا وقد حلها. لقد حقق في 213 قضية، وكان هناك 3 قضايا فقط لم يستطع التوصل لحلها. كما أنه لديه مأساة عائلية، وهي وفاة زوجته التي كانت في دار رعاية لمدة 29 عامًا بسبب حادث أثناء الخدمة.
بيت هوفمان (بولا): على الرغم من أنه رب أسرة متزوج ولديه أطفال، إلا أنه قرر أن يكون مخبرًا متخفيًا، لأنه في نهاية الأمر سيحصل على مكافأة وهوية جديدة نظيفة له ولأسرته. هو قناص بارع.
إريك ويلسون: الضابط المسئول عن بيت هوفمان، ولأن علاقتهم دامت لفترة طويلة، تطورت العلاقة إلى نوع من أنواع الصداقة والحماية.
علي هامش الراوية
هناك اقتباس شهير تحبه أختي كثيرًا من رواية "الحصن الرقمي" وتذكرته وأنا أقرأ الرواية. الاقتباس هو: "من يحرس الحرس؟ ولو كنا نحن حراس المجتمع، من سيراقبنا ليتأكد أننا لسنا خطيرين؟". أعتقد لو كان بيت هوفمان يعرف الاقتباس لفكر فيه أيضًا، حيث أنه بعد أن كان يظن أنه محمي وأن الحكومة معه لأنه يخدم الحكومة في حربها ضد المخدرات، قررت الحكومة حتى تنجو بنفسها وينجو النظام من أزمة اختلاق شهادات مزورة ووجود جرائم محلولة بشكل غير لائق ومعرفتها بجرائم المخدرات والتهريب، أن تضحي بهوفمان بحرقه و بنشر أمر أنه مخبر حتى تقتله المنظمة، وبذلك تتخلص من الدليل على هذا الأمر بموت هوفمان حيث سيعتبر ضررًا جانبيًا للمحافظة على السلطة.
لفت نظري مقطع في الرواية يتحدث فيه ويلسون عن أهمية سحق المافيا البولندية من البداية، وكان الاستدلال(( أنه كان بإمكاننا سحق المافيا المكسيكية في مرحلة توسعها قبل تسعة أشهر، وكان بإمكاننا القضاء على المافيا المصرية في مرحلة توسعها قبل خمسة أشهر)). هذه أول مرة أسمع عن وجود مافيا مصرية في السويد. من الواضح أننا وصلنا للعالمية الاجرامية 🤣، ولكن بعد بحثي في الموضوع، لم أجد شيئًا عن الأمر إلا مافيا اسمها "الكوبرا السوداء" بها أعضاء مصريون، ولكن لديها العديد من الأعضاء من دول أخرى مثل إيران وهم اغلبية فيها .
جاءت النهاية مرضية بالنسبة لي، على الرغم من أنها كان من الممكن أن تأتي مبكرًا جدًا لو حاول الضابطان جرينز وويلسون التحدث مع بعضهما البعض. فإذا جلس ويلسون وجرينز 3 دقائق سويًا، لأخبره أن هوفمان يعمل متخفيًا لصالح الحكومة وحتى وزيرة العدل تعرف بالأمر. كانوا سيوفرون على أنفسهم العناء من إحضار قناص وتفجير السجن. في كلتا الحالتين، كان هوفمان سينجو.
ولكن من الواضح أن الأمور لا تُدار في السويد بهذه الطريقة، وإلا انتهت الرواية وضاعت الحبكة.
التقييم 3 نجوم .
اقتباسات
❞ كل جريمة قتل فريدة من نوعها، لها قصتها الخاصة، وتسلسل الأحداث الخاصة بها، وعواقبها الخاصة في كل مرة يواجه شيئًا لم يره من قبل، وكان يعلم حتى قبل أن ينظر في العينين الفارغتين أنهما تنظران في اتجاه لا يستطيع تتبعه ❝