اوراق شمعون المصري
رواية رائعة، استمتعت بها و حركت مشاعر و افكار و تأملات كثيرة أثناء قراءتها،
تفاعلت معها بشكل كبير و ذرفت الدموع في اخر الرواية أكثر من مرة،
و الحق اقول، رغم أنه من الواضح أن الرواية من تأليف الكاتب، غير أني حتى آخر الرواية و انا في حيرة، هل هي اوراق حقيقية من الموروث التاريخي القديم 🙂 ام هي رواية من وحي الكاتب على أساس احداث تاريخية،
بهرني و اعجبني جدا ربط الأحداث بعضها ببعض، رغم أن المبالغة فيها واضحة على أساس مصادفة أن بطل الرواية و المقربين له عاشوا جميع الاحداث بما فيها قصة سيدنا الخضر مع موسى عليه السلام،
و اهم ما في مراجعتي هو الاتي:
لو تمادينا في تصديق الرواية على أنها تسجيل و سرد لاحداث تاريخية -كلنا نعرفها- من شاهد على العصر و الاحداث،
فأحب أن أسجل اعتراضي التام شكلا و مضمونا على الجزء الخاص بوقائع الآيات:
"و إذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده و انتم ظالمون، ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون، و إذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بآرائكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم أنه هو التواب الرحيم"
اعتب على الدكتور أسامة الا يبحث في كل تفاسير تلك الايات،
-حيث أنه ليس من المعقول بتاتا أن يأمر الله عباده بأن يقتلوا انفسهم،
وإلا اتخذه كثير من التائبين من ذنب عظيم كإجراء للتكفير عن ذنبهم، و لقتل ملايين البشر أنفسهم على مر العصور.
-ثم إن صح التفسير بأن يقتلوا انفسهم، الذي حدث أن غيرهم هم الذين قتلوهم و ليس هم من قتلوا انفسهم، فأنا لا اصدق الرواية الموروثة حتى من ديننا الإسلامي من أساسها، حيث تقول الروايات الموروثة أن الحدث أسفر عن ٧٠ الف قتيل ثم قال الله لموسى لقد اكتفيت، شئ لا يمكن أن يصدقه أو يعقله أو يرضاه عاقل عن ربه.
-كما أن بنو اسرائيل لم يكونوا طائعين لأوامر النبي و ربه بهذه السهولة، فكيف انصاعوا لهذا الأمر الجلل بكل بساطة و طاعة عمياء لم نعهدهم بها.
و ايضا، ما اعرفه أن توبة الله على شخص ما مقرونة بحياة الشخص و لا يصلح أن نقول تاب الله على المتوفي فلان، فذلك يعتبر غفرانا و ليس توبة، لأن التوبة تعني عدم رجوع المذنب الحي لذنب ما مرة أخرى، كما أن الله يقول في الآية الأولى ثم عفونا عنكم من بعد ذلك، و الآية الثانية، فتاب عليكم، إذن عفا و تاب الله عنهم و عليهم دون أن يعاقبهم بحكم قتل النفس ماديا.
-المقصود هو، قتل النفس التي امرتهم بفعل السوء المتمثل بعبادة العجل "اي قتل النفس الإمارة بالسوء"، فقد نقول: قتلت الشئ بحثا، أو أن أقول: قتلت الوقت بمشاهدة فيلم، فلا يعني هذا اني أمسكت بالشئ أو الوقت و قتلتهما.
ارجو ان تكون وضحت وجهة نظري.
كنت اتمنى أن تتضمن الرواية هذا التوضيح، عل و عسى أن ينتبه الناس إلى التفسير الصحيح للآيات و أن يفطنوا إلى ضرورة تدبر القرآن بأنفسهم، و هذا ما أمرنا الله به في أكثر من آية.
ما دون ذلك، استمتعت جدا بالرواية.
شكراً