اللُعبة الأكثر جماهيرية في العالم، الأكثر شغفاً ومُتعة ومُتابعة، الكثير من الكلمات المُثيرة والتوصيفات البرّاقة يُمكنك أن تستخدمها في محاولة توصيف الحديث عن كرة القدم، الأمر في نظر الجمهور ومُحيط اللعبة أكبر بكثير من ستاد محدود السعة ومباراة مُحددة الوقت وإحدي عشر لاعباً يركضون خلف كرة.
كرة القدم تحتل المكانة الأكبر والأبرز في عوالم الرياضة ومهما بلغ الاحتفاء بأي من الرياضات أو محاولة تشجيعها والثناء عليها ومتابعتها فإنه لن يصل أبداً لمكانة كرة القدم بين جمهور مُحبيها وعاشقيها.
وإن كان في عالم كرة القدم بطولات وتحديات ومنافسات شديدة المتعة ينتظرها جمهور العالم أجمع فإن البطولة الأكبر والأبرز بين كل بطولات الساحرة المستديرة هو بلا شك كأس العالم الذي نحن في حضرة الحديث عنه الآن مع لعيب.
في بدايات القرن العشرين ظهرت الفكرة كالحلم بتنظيم بطولة كُبري تضم الجميع وكعادة كل الأفكار الكبيرة استغرق الأمر ربع قرن بكاملة حتي أمكن تحقيق الحلم وتهيئة الظروف لذلك فأقيمت أول بطولة لكأس العالم بإسم كأس النصر في أوروغواي وفازت بها الدولة المُنظمة قبل أن تليها دول أوروبية في التنظيم.
حينها لم يكن هناك نظاماً بالتصفيات، وكان البطل والوصيف يتأهلان مباشرة للبطولة القادمة، سبع بطولات أُقيمت بلا تميمة لها، معارك داخلية وخارجية وظروف حربية سيطرت علي السبع نسخ الأولي من البطولة، وكعادة اي شيء جديد يحتاج الأمر وقتاً حتي يعتاد الناس علي الشئ حينها يكون تنظيمة أفضل وأيسر وأسهل.
بعد هذه الجولة مع اول سبع بطولات يتركنا لعيب لتمائم كأس العالم لتتحدث هي عن بطولاتها.
أول تميمة لكأس العالم كان الأسد ويلي، والذي حكي عن مُفاجآت وأحداث غريبة وقعت في هذه البطولة! منها سرقة الكأس من قلب العاصمة! وخسارة البرازيل مُبارتين مُتتاليتين وخروجها من دور المجموعات بعد أن كانت صاحبة الفوز بآخر بطولتين علي التوالي! والأحداث المثيرة التي وقعت في نهائي كان الأول الذي يتعادل فيه منتخبين فيلجآن للوقت الإضافي.
تتوالي بعد ذلك التمائم في حكي قصة كل مونديال وظروف إقامتة وأجواء المنافسات والأحداث الأكثر شهرة التي وقعت فيه أو طرأت علي تغيير قواعد اللعبة أو تعديلها من خلاله.
لعيب هو ليس كتاباً عن الإحصائيات ولا عن الوقائع الخاصة بلعبة الكرة ومباريات كأس العالم فقط، ولا تتوقف حكاياته عند احداث ما يعتمل داخل المستطيل الأخضر من خلال التسعين دقيقة، ولكنها كتابة توثيقية مُلِمّة بإيجاز ممتع عن الأبرز والأكثر حضوراً وإثارة في تاريخ نهائيات كأس العالم منذ أن بدأت البطولة.
اثنين وعشرين حكاية عن نهائيات كأس العالم مملوءة بالخوف والشغف والفرح والحزن والمآسي وحتي القتل!
فكرة جميلة مكتوبة بأسلوب مناسب جداً وأُطلِقَت في أجواء مُلائمة كانت فيها جماهير كرة القدم تبدأ احتفالاتها بنسخة جديده من كأس العالم الذي أُقيم في قطر العام ٢٠٢٢.