كتاب المواصلات: حكايات شخصية لقتل الوقت > مراجعات كتاب كتاب المواصلات: حكايات شخصية لقتل الوقت > مراجعة Mona Saad

كتاب المواصلات: حكايات شخصية لقتل الوقت - عمر طاهر
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

° بدايةً ، الكتاب يستحقُّ أربعَ نجماتٍ ونصف النجمةِ ...

الكتاب عبارة عن مجموعةٍ من المقالات ذات الموضوعاتِ السهلة الممتنعة !!

هناك اهتمامٌ بتفاصيل غريبةٍ ، لن يركزَ فيها الكثيرون في الحياة سوى مَن يعانون من overthinking !

كما تطغى على الموضوعات روح الـ nostalgia والتي وجدتُّني أعلِّقُ عليها في أكثرَ من عملٍ سابقٍ للكاتبِ نفسهِ ؛

هذا الحنين لأشياءٍ ربما نحياها حتى الآن ولكن لسنا بنفسِ الروحِ ،

فالأغاني مثلًا للذي يحيا قصةَ حبٍّ ليست كـ وقْعها على مسمع آخر يعيشُ أسوأ كوابيسِه في زيجةٍ فاشلةٍ ، ....

هناك أيضًا ما ظننتُ أنني فقط مَن يشغلني التفكيرُ فيه ، وهو أصلُ الأشياءِ ،

كأصلِ الطعم ؛ بكارة الفاكهة التي لم تمسّها كيمياء ،

والروائح التي تترك أثرًا في كلِّ موقفٍ أو لِـ أكونَ أكثرَ دقةً المواقف برائحةٍ ما ،

فأنا قد أنفر من رائحةٍ ؛ لأنها تذكِّرني بما يؤلمني !

وأعشق أخرى ؛ لأنها تحيي في نفسي مشاعرَ أودُّ لو طالَ عمرُها !

أنا مَن تعشقُ رائحةَ المخبوزاتِ الطازجةِ ولكن في جوٍّ به نفحةُ هواء باردةٍ منعشةٍ ...

أنا التي تدعو الله ألا تهتم بصغائرَ الأمورِ ولا زالت تركز في كلِّ كبيرة وصغيرةٍ رغمًا عنها ويكفي موقفٌ ليغيِّر مزاجَها على مدار ساعات طويلةٍ !!

🦋« وضعوا كلَّ ما جعلهم قادرين على الإجادةِ وساعدَهم على ذلك »

عند حديثه عن بليغ وحمزة وحليم ،

ليسوا هم فحسب ،

فنحن جميعًا كذلك ،

رسامين وكُتَّاب وموسيقيين وخطَّاطين وكلَّ ذي فنٍّ أو كلّ كائنٍ ذي أحاسيسَ مرهفةٍ ،

يكون بداخلنا الكثيرُ الكثيرُ والذي يتمخَّض عن شيءٍ صغيرٍ ، ربما هذا الشيء هو الأجمل لكنه إمممم لا أدري هل سأجيدُ الوصف أم لا ، ولكن بعد معاناةِ الأم وآلامِ المخاضِ ، يخرج الطفلُ للحياة ومِن ورائه تنزلقُ المشيمةُ ، والتي كانت السببَ في وصولِ غذائه إليه ، حتى تبادُل الغازاتِ هي المسئولةُ عنه ، ولكنها تُلفَظُ في آخر عملية الولادة ويُتخَلَّص منها كمخلفاتٍ طبيةٍ ولم يفكر فيها أحدٌ قبل سابق ، ربما في الآونة الأخيرة فقط هناك من أقاموا بنوك لحفظِها للاستفادة منها فيما بعد لما لها من فوائد عظيمة هي والحبل السري ، ...

يبدو أنني قد ابتعدت كثيرًا عن الموضوع ولكنها هكذا التفاصيل تأخذك من شارعٍ لحارةٍ ؛ حتى تنتبهَ فجأة لكونك شردتَّ لتحاول التركيز على بوصلتك من جديدٍ وإلا تهتَ في غياهب عقلك !

الخلاصة ، أنَّ هناك الكثيرَ وراء خروجِ هذا الطفلِ ومن الكثيرِ مكابدة الأمِّ ومعاناتها على مدارِ تسعةِ أشهرٍ ولكننا في الغالبِ لا نلقي بالًا ، ونركزُ على الناتجِ الأخيرِ المتمثلِ في الطفلِ ، ...

🦋عماد عبدالحليم

أحببتُ ( مهما خدتني المدن ) ،

وسمعتها ولم أعرف شيئا عن مغنِّيها ،

ولكن كما قال الكاتب ( أحبَّه الناسُ ؛ لأنه كان صادقًا )

ربما الشجن الذي يلازم أداءه في الأغنية هو ما جعلنا نستشعر معانيها ، حتى لو لم نتغربْ عن البلاد ونذوق طعم مرارةِ البعدِ !!

سبحان الله

كيف جمع الكاتبُ بين قطبيْن متناقضين هكذا ؛

( كان يحبُّ الحياةَ وكان هذا الحب يحتلُّ حنجرته ؛ فلم يخرج منها سوى البهجة )

هذا عن عمر فتحي أما عن عماد فقال ؛

( وفي كل مرة يعود ليلتقطَ أنفاسه ويصادقَ أحزانه بأن يغنيَ لها )

🦋 [ يومها عدتُّ سيرًا على الأقدامِ أفكر أنني لا أمتلك إلا خطةً وحيدة ؛ ألا أخذلَ هذه السيدةَ مرة أخرىٰ ]

ذكَّرني حديثُ للكاتبِ هنا بـ د.

محمد إبراهيم الطبيبِ النفسيِّ في حديثه عن والدتهِ ، وكيف كانت مؤمنةً به حتى عندما فقد إيمانَهُ بنفسه وظلَّت تدعو له حتى استعادَ بوصلتهُ من جديدٍ ،

أحيانًا تكون الأمُّ هي جيشك الوحيـد ؛

فـ هنيئًا لِمَن كان لهُ أمٌّ كهاتيْن 🤎

🦋 " وأنتَ ، ما الذي يخيفكَ ؟!

أن تختبئَ يا صديقي .. أن تختبئَ "

مؤلمٌ أن أقرأ تلكَ الكلماتِ بعد اختفاءِ صديقتي ،

والألم هنا ليس منبعه اختفاؤها ولكن كوني لم أکُ خائفةً حين اختفائهـا من حياتي ، وهنا فقط مع كتابتي لهذه الكلماتِ ، أدركُ أنها لم تكُ صديقةً ، كانت أيَّ مسمَّى آخر غير ( صديقة ) !!

🦋 « الخيال نعمةٌ كبيرةٌ وجنةٌ مجانيةٌ »

في حديثه عن السعادة ، تذكرت أنَّ هذا نفسه هو تمرين الامتنان الذي يُحبَّذُ أن يُمَارَس يوميًّا ؛ حتى لا نألفَ النعمَ التي تغمرُنا ،

ومع ذكرِهِ للخيال ،

تذكرتُ حينما كنت أسعى جاهدةً لزيارةِ بيتِ الله الحرامِ ، وكانت الظروف تعاكسني المرة تلو الأخرى ، وكنت أتخيلُ لقائي الأولَ بالكعبةِ وأستشعرُ دمعاتي وهي تحرقُ مآقيّ وأكتمها كيلا تفلتَ أمام غريبٍ ، فنسيت أن أقولَ أنني كنت أتخيلُ هذا اللقاءَ وأنا في المواصلاتِ مرات تترىٰ ، الخلاصة ، الواقعُ كان شيئًا والخيالُ كانَ شيئًا آخر ولا أبالغ إن قلت أنَّ لكلٍّ منهما مذاقهُ المميزُ ...

🦋 من اللفتاتِ الجميلةِ أيضًا ،

انتظارك للطعام بينما تشمُّ الرائحةَ والتي تكون أجملَ وانتظارك للمباراة ، ذكرني بانتظاري واستعدادي ليوم العيد وتهيئة النفس والأجواء المحيطة لاستقبالٍ مميَّز ؛

كل هذا له نكهةٌ مميزة تُمتِّعنا أكثرَ من يوم العيد نفسِه ..

وهنا ، وقعت في قلبي خاطرة ، وهي عبادةُ انتظار الفرچِ والتي نؤچَر عليها أيما أچر حالَ صبرِنـا ، فماذا لو أيقنَّا أنه -الفرچ- قادمٌ لا محالةَ وظللنا نتهيأ لهُ حتى إذا ما وجدنا ريحَ يوسفَ ، كنا على أفضلَ صورةٍ ممكنةٍ لاستقبالِ بُشريات اللـهِ ...

🦋 «  كنت أراقبُ القهوةَ وجاء في بالي أنَّ الواحد مهما اجتهد في شراء أجود أنواعِ البُنِّ وزيارةِ أشهر المقاهي ، فلن يشربَ فنجانَ القهوة الذي يحلمُ به إلا عن طريق الصدفةِ ، فيما عدا ذلك تبدو كل فناجين القهوة التي ستشربها طوال حياتِگ مجرد محاولاتٍ لخلقِ هذه الصدفة من جديدٍ »

كنت أظنُّ أنَّ مَن يتغنون بالقهوةِ يبالغون أشدَّ المبالغةِ هذا بالإضافة لكوني شخصية نارية تعتمدُ على السرعة ولا تتحمَّلُ الوقت لمراقبة القهوةِ حتى ابتُليتُ بحبها ، وللأمانة لم أقع في حبها سوى بعد المقاطعة فاضطررتُ لمقاطعة القهوة السريعة الذوبانِ ولم أجد أمامي سوى القهوة ، فشرعت في عملها ونادرًا ما ألحقها قبل الفوران ، ولكن يبقى هذا النوع الذي يتحدث عنه الكاتب والذي شممتُ رائحتهُ مرةً فأسرتني ومن يومها لم أستطعِ الوصولَ إليه ألبتة !!

كانت تأملاتٍ شخصيةً أكثر منها مراجعة ،،،

لكن وجب عليَّ الاعترافُ بكونِ الموضوعاتِ دافئة تدغدغُ الروحَ في مواطنَ كثيرةٍ منها ،

وما أعجبني أكثر هو التدقيق اللغويّ ،

كان أكثرَ من ممتازٍ .

بالتوفيق في العملِ القادمِ بإذنِ اللّٰـهِ .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق