#مسابقة_أفضل_ريفيو_لرواية_منروفيا
#مسابقات_مكتبة_وهبان
مُنروفيا | أحمد فريد المُرسي.
دار النشر: بيت الحكمة.
عدد الصفحات: ٣٥٣ صفحة.
التقييم: أربع نجوم.
❞ يدرك في قرارة نفسه أن الحلم يبتعد، لكنه بكبرياء المحاربين الشعراء، لا يكل عن مطاردته، ❝
عَزيزي قارئ المُراجعة،
هذه الرواية قد تبدو لوهلةٍ عاديّة، ورُبما رتيبة مملة، لا تسترعي الانتباه.. وقد كدتُ أقع في هذا الفّخ. ولكن لسببٍ ما أكملتَ القراءة، وصدقًا أنا سعيدة لأنني أنهيتُها. رواية كهذه، لا يصحُ تركها.
بطلُها شابٌ لا يزال في بداياتِ عمرِه، لا يزال يبحثُ كغيره عن أساسيات الحياة، كالبحث عن زوجة جميلة، وبناء منزل، ويعتني بهما في روتينٍ هادئ حتى آخر العُمر.
لكنّه كغيرهِ من الشباب، يفتقر للمال، وهنا يأتي الحل الدائم، السفر للخارج لجمع ما يكفي من المال..
ولكن إلى أين يسافر؟ إلى ليبيريا.
حقيقةً، تلكَ كانت مفاجأة بالنسبةِ لي، فأنا لم أقرأ عنها من قبل قط، ولذا كانت إحدى أسباب إكمالي للرواية، لمعرفة المزيد، عن بلدٍ جديد.
مع الوقت، وأثناء انغماسي شيئًا فشيئًا، ذكرتني ليبيريا بفلسطين.. أو ربما هي الحرب واحدة في كل مكان..
في فلسطين حدث وعد بلفور، وفي ليبيريا فعلها العم سام، وهو ذات الوعد.. وعد من لا يملك، بما لا يملك، لمن لا يستحق.
❞ إنهم يقتلون لا لذنب أو هوية أو ملة هم يقتلون لأنهم هنا! ❝
ما بينَ الحريّة، والحرب الأهلية تقع أحداث الرواية، عاشَ الافريقي نصفه عمره، باحثًا عن الحرية حتى داخل حدود وطنه.. فتأتي السياسة، ولا نعي أهو الحلم من يُمحى، أم الأفريقي نفسه..
ما بينَ الماضي، والحاضر نتنتقل بين جنبات الرواية، حتى أحيانًا كدنا نتوه كبطلها، ولا نعرفُ أين نحن، ولا ماهو مستقبلُنا..
أحيان كثيرة، في أشدّ وقعات بؤسنا، نخلط الواقع، بالخيال، ولأنّه خاف نفسه، خاف وحدته، خاف بؤسه، تشبثّ برحمة، تشبثّ بها، ولم يتركها حتى حينما أدوت بقلبه في الهاوية.
❞ يدرك في قرارة نفسه أن الحلم يبتعد، لكنه بكبرياء المحاربين الشعراء، لا يكل عن مطاردته، ❝
يغلبُ الرواية الجانب الفلسفي، فكان بطلنا يحادث نفسه دائمًا، ويتساءل عن كل شيء تقريبًا.. حتى أنه سأل نفسه إن كان هرب من الوطن، ليبحث عن وطن..!
هذا العمل ليسَ مجرد خيالًا على ورق، بل إحتوى على واقع، على بلد حقيقية، بمعلوماتها، بحياتها، بشعبها، واحتفالاته، وتقاليده، وتاريخه، حتى أحلامهم، ومشاعرهم.
كعملٍ أول للكاتب، فقد جذبتني براعته، وهذا شيئًا نادرًا في العالم الذي نعيشُ فيه الآن.
بلغةً سلسلة، ثرية، وسردٍ عذب، مع شخوصٍ رُسمت بإتقان، وبراعة، آخذنا الكاتب في رحلةٍ إلى غرب أفريقيا حيثُ تقع مُنروفيا، وهي رحلةٍ أدعوك لتجربتها.
❞ رحمة حية إذًا الأمل باقٍ! ❝
#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚