منروفيا > مراجعات رواية منروفيا > مراجعة Youssef El Sherif

منروفيا - أحمد فريد المرسي
تحميل الكتاب

منروفيا

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

سردية منروفيا " كل هوية هي ميراث اللحظة الراهنة "

إن الكتابة عن مدينة مغتربة تبدو أكثر تكلفًا من الكتابة عن مدينة تتبنى هويتها من النشأة، ليس فقط لأن الإشكالية في الكتابة لا تنحاز إلي السياق الآمن في الكتابة عن ما نعرفه، بل تكون أكثر اتساقًا وحبوًا إلى المجهول، لذلك يبدو سؤال الهوية حاضرًا بأدواته بوضوح أكثر في سياق الغربة، الذي يتخذ سياقه من بيئة يكون فيها مركزها الرئيسي حول همومها وأسئلتها الملحة بين التساؤل عن كون الهوية ولاده كنية مسبقة لصاحبها أم مجرد سعيًا حثيثًا لاكتسابها.

ففي رواية منروفيا للكاتب أحمد فريد المرسي _ الصادرة عن مؤسسة بيت الحكمة ٢٠٢٤_ يضع البطل قدمه في سياق متصل على أعتاب مدينتين، تكون المفارقة أن مدينة غربته هي الأكثر حضورًا عن مدينة نشأته، فحين يلجأ البطل إلي السفر بعقد عمل إلي مدينة منروفيا عاصمة ليبيريا للتكفل بزيجه أقبل عليها مرغمًا، ليبتعد عن الإسكندرية التي نشأة فيها، وليوضع بين سرديتين يميل في كل مرة إلي إحداها، فالإسكندرية هي المدينة الأكثر احتفائًا و وحضورًا في الذاكرة، فيما مدينة الغربة "منورفيا" هي الأكثر اضطرابًا وحضورًا في الحاضر، وعلى هذا الهامش تولد علاقتين في كلا البلدين يخوض فيهما البطل صراع غريزة تملئ خواءً مفقودًا بداخله، ليتطرق بعد ذلك للكشف عن ما يجهله في ذاته المغلقة التي فتحت بابها الوحدة.

تتكشف قصة الحب الأولى للبطل بينه وبين "منى" في خضم غربة مع ذاته، يأتي عجزة في الحكم على علاقته بزوجته قبل اتخاذ قراره بزواجه منها على هامش عدم استعداده ليكون ملزمًا بعقد مخول بحياته، في حين أن علاقته مع "رحمة" التي اقتحمت حياته عنوة تكون حيله مفارقه في أن تمنحه صك حرية معدمه، في مدينه تقيد رغباته على أعتاب حرب أهلية، فيما مدينته تحضر في صوره أكثر مثاليه لعلاقته مع رفيقته، ورغم أن القصة لا تتطرق إلى ذلك المعنى بطريقة مباشرة، لكنها قد ارثته بحيلة خلقتها القصة دون وعي الراوي، ليخلق النص بذلك مراوحة بين سرديتين يتكأ فيها البطل في كل منها إلي ميله حسب رغبه ما، تجتاحه لا شعوريًا يكون هو في كل مرة بطلها الأول.

هناك دائمًا أثناء الحكي غربة تصاحب أبطال العمل على نحو ما، أو حتى المدينة ذاتها، كأن التيه الذي تعيش فيه ليبريا في ذلك الوقت هو هوية مشتتة تبحث في أيدولوجياتها المتناقضة عن انعكاسات تفرضها الأوضاع المأساوية التي تعيشها المدينة من حروب أهلية ودماء تلطخ سكينتها، تتبني نفسها كأرض للحرية على أسس الاستعمار الأمريكي، وليبرالية مطلقة في أتون عبيد لم تخرج إلي دائرتها التي تدعي التحضر، كأن هذه التناقضات تنفي عنها حيلة مدراتها كلما أرادت إخفائها. فيمكن اعتبار سردية منروفيا على أنها صورة مصغرة للعالم، قد نالت المدينة منه جزءًا من قسوته.

#مسابقة_أفضل_ريفيو_لرواية_منروفيا

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق