الغربة كما الندبات التي تحيط بشغاف القلب، والوحدة لا تترك الصدر ولا تريحه"

سيدي العارف بالله أبو العباس المرسي.. وسيدي ياقوت العرش، واسيادنا العارفين بالله المريدين لقربه الراحلين عن دنيانا وهم أحياء بيننا بسيرتهم إلى يوم يبعثون.

أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63

هؤلاء هم اولياء الله لا نتحسب لهم الكرامات ولا نتحسب لهم المعجزات، ولا نشهد عليهم بما ليس فيهم، فهم بشر امنوا بما انزل على محمد مصدقاً لكلام الله عز وجل، خالق الملكوت، معز ومذل من يشاء من عباده، ونحن إليه فقراء وهو الغني الحميد. فاللهم قربنا إليك بالحق، وتجنبنا الباطل.

هكذا كان يرى ابو العباس المرسي، القادم من بلاد الاندلس إلى الاسكندريه، تلميذ الشاذلي وهو اكبر مريدين المدرسة الشاذلية في الصوفية، و، ابو العباس الذي تتغنى اسكندريه بأسمه إلى الأن هو وسيدي ياقوت العرش، ذاك العبد الحبشي المريد المحب المقرب من المحبوب والمعبود الاول وهو الله.

❞ والسجن معذب دومًا، والحرية هي ما يتوق إليه البشر منذ الأزل. ❝

يؤسفني أن تلك الرواية كتبتها ريم بسيوني، نعم يؤسفني ذلك! نحن في حضرة ابو العباس المرسي، في عصر مصر المملوكي خصوصا في عصر الظاهر بيبرس، وحرب التتار، نحن في حضرة حقبة من أهم الحقب التاريخية المصرية، شهد عليها ابو العباس وغيرهم، في قمة مجد مصر المملوكية وقمة الحروب والهزائم، نحن في حضرة التاريخ، في حضرة مصر. وريم بسيوني جعتلنا في حضرة الاسلوب الضعيف الركيك المتصوف بشكل رخيص.!!

لولا إنها تحدثت عن المرسي، فأكملتها لأجله، اسلوب روائي ضعيف جداً، واسلوب متصوف متطرف متكرر في معظم انحاء الرواية بشكل ممل، بناء رواية ضعيف جدا، رغم جودة الاحداث.

كيف لروائية كريم بسيوني، وهي تكتب وتكتب وتهل علينا كل فترة بكتاب جديد ورواية جديدة، صاحبة الدكتوراة في الادب، لا تكلف نفسها حتى بناء الأحداث المكانية للرواية، نعم نعلم انها في اسكندريه والمنصورة والقاهرة، لكنها والله حتى لا توصف شكل الاحداث أو الاماكن او المساجد او تلك العمارة والحقبة المملوكية التي تجمعهم، بل على مدار 250 صفحة ركزت احداثها فقط على التصوف المبالغ في الاسلوب، والكتابه الضعيفه وعدم منطقية الكثير من الاحداث مما يجعلك تمشئز منهم بدل من أن تتقرب إليهم..

<u>

كلام الفقد لا يُعوَّل عليه.

كلام الفقد لا يُعوَّل عليه.

كلام الفقد لا يُعوَّل عليه.

</u>

لا أقارن كاتب بكاتب، ولكن أتخيل لو كانت تلك الاحداث او المخطوطات يكتبها كاتب كأيمن العتوم على مثال روايته مسغبة، المتحدثة عن عبد اللطيف بن يوسف البغدادي! يا الله لا اتخيل مدى الفرق حقاً، ريم بسيوني في تجربتي الثالثة لها، روائية ضعيفة بلا ادنى شك. روائية ضعيفة جدا لكنه ذكية للغاية في تتبع الاحداث واختيار الاحداث.

وربط قصة ابو العباس المرسي، بماريو روسي المعماري الأعظم في تاريخنا الاسلامي المعاصر، مصمم ومنفذ مسجد المرسي ابو العباس، ربط ادبي ذكي بلا شك. خصوصا إنه تم بشكل صوفي.

يا ماريو كل ما هو مألوف لا نخافه ولا ادركنا الغربة في طياته، ولكنني كنت غريبا منذ البدء ابحث عن الأُنس والطمأنينة، ادركت حين اضواني الظلام ان خبايا النفس تبث الغربة في العظام، وتبعث علي الحيرة، ولكن في حبه تخبت النفس وتستكين، ادركت كنه العيش او كدت، يوم وراء يوم ، عام وراء عام، يتبدي لي ربي وتشرق الدنيا من حولي، وكلما اقترب عمت الراحة وتفشى الجمال.

ولكن النهاية! سيئة جداً وتركيزها على الشخصيات اكثر من الاحداث، كان سيء جداً.

❞ سيئتان قل ما ينفع معهما كثرة الحسنات: السخط لقضاء الله، والظلم لعباد الله. وحسنتان قل ما يضر معهما كثرة السيئات: الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد الله. ❝

لكن يحسب ليها أيضاً تعلقي بأبو العباس حتى وقتنا هذا، والله كأني كنت أحد المريدين ليه وعاشرته ، وربما هو بالفعل يملك قدرة على اختراق القلوب ولو بعد ألف عام من وفاته. هو ابو العباس المرسي العارف بالله، هو شيخ الصوفية وشيخ المريدين، ومن يحبه الله، يحبب فيه خلقه، فاليوم اسكندريه ودونها تحلف بأسمه حتى حين. وبلا شك لم ولن احلف بيه، ولا احتسب ليه ما ليس فيه من البشر، لكن اليوم فقط انا اقرب إلى الله خطوات بفضل ابو العباس وقصته، وخصوصا عندما تتبعت الكثير من قصته من خلال النت.

❞ الموت قريب ولكن موت الأحبة يرج الروح رجًّا.

وكم رجني وفاة ابو العباس المرسي.

ترددت كثيراً في تقييم الرواية، وفي النهاية سأضيف نجمة لسيدي ابو العباس المرسي، ونجمة لصحبة القراءة عن تلك الرواية.

تمت

22-6-2024