شدّني لقراءة هذه الرواية، أمران، الأول ترشيحها لقائمة البوكر، والثاني رغبتي في إستطلاع ثقافة وشعب "الطوارق"، الرواية هي أشبه إلى كتاب تاريخ يروي قصة شعب مكافح وراء حلم إمتلاك وطن، في حين أن هذا مخالف لطبيعة رجال الصحراء المتنقلة على الدوام بحسب ما قاله وأيده بطل الرواية.
عن أحداث الرواية
أبرزت الرواية معاناة شعب الطوارق - هو حال كل ساكني الصحراء- أزمة الجفاف والجوع في السبعينات، وقد أسهب كثيراً في تفاصيل الرحلات المتنقلة سواء عبر الجمال أو عبر بعض سيارات تويوتا القديمة وعادة ما تكون نادرة ومحدودة في تلك المناطق، فقد انتقلوا من منطقة إلى أخرى باحثين عن الحياة حيث يوجد الماء.
وكما أنها تحدثت عن إستغلال القذافي لحلم أبناء الطوارق في الحصول على وطن، وذلك في تحشيدهم في حروبه وبطولاته سواء في إرساله كتائب لمساندة فلسطين في سبعينات القرن الماضي أو في محاربته للدول المجاورة تشاد ومالي، وقد تخلل هذا السرد حكايات مقتضبة عن السجون وحياة المعسكرات آنذاك.
ولم تخلو الرواية من جانب الحُب فقد كان بطلنا "بادي" مُتعلِقاً بحبيبته"هوكتا" وقد استمر في تذكارها في كل وقت وآن وحين وكان من المصادفات الجميلة أنه إلتقى بها أخيراً في معسكر بالقرب من مالي بعد أن حُرر من الأسر أثناء محاربته التشاديين.
...
محاولات لتصيد بعض الاقتباسات من الرواية
....
❞ دائما تجدنا نسخر – نحن الشباب التارقي أو العربي – من تفكير واحتياط الآباء، ونحسبه بادئا هزلا، حتى يظهر لنا وبجلاء، حسن تقديرهم ورؤيتهم، ونكتشف في الآن ذاته، فداحتنا واستهزاءنا من رؤيتهم، التي حسبناها؛ عوراء سامحنا الله.. ❝
❞ أرواح فَنتْ، أجيال هلكتْ.. لا شيء يجعل الإنسان، يتشبّثُ بأهداب الحياة الرّثة هنا؛ غير الأمل والحلم.. ❝
❞ الطمّاع لا يقتله إلا الكذّاب!.. ❝
....
وأخيراً كنّا بحاجة ماسة إلى هوامش لشرح بعض الكلمات التارقية في الرواية