ألبومات عمر طاهر الساخرة > مراجعات كتاب ألبومات عمر طاهر الساخرة > مراجعة Dalia Reda

ألبومات عمر طاهر الساخرة - عمر طاهر
تحميل الكتاب

ألبومات عمر طاهر الساخرة

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مراجعة لـ: ألبومات عمر طاهر الساخرة.

صادرة عن: دار الكرمة للنشر| 2018

كتبتُ يومًا:

تقرأ لعمر طاهر كلما ضاقت بها الأسطر ذرعًا

مع كوب كاكاو أو حلبة محوجة، لا قهوة.

كلما احتاجت لأن تتذكر أن الإبداع ليس تحذلقًا

ولا عصرًا للخلايا المسؤولة عن إنتاج الجُمل

-مهلًا! هل هناك حقًا خلايا مسؤولة عن ذلك؟ لم أدرسها فيما درست! إن لم تكن قد اكتشفت وأنا اختلقتها لتوي، سأحصل على نوبل ما فيها، وأطيل بها رقبة أبي-

ليس تركيباتٍ نحتاج لإعادة قراءتها مرارًا

في محاولةٍ بائسة لفهم المقصد من وراءها

فإن لم نفهم ازدادت ثقتنا في حموريتنا أولًا

وفي "جهبذية" صاحبها ثانيًا (اخترعت اللفظ لتوي)

تقرأ له وتردد لعقلها الباطن: "هذا نحن، هذا يشبهنا، هذا نهجنا"

رغم يقينها أن الأسلوب الأول أكثر سهولةً

وأن القهوة أكثر تأثيرًا في النفس من الحلبة

تنغمسُ في ثقافة شعبها، وتخاف أن يفقدها فيما يفقد

تبتسمُ لناصر معاتبة، وتحترم أنور بتحفظ

تشاهد فيلم "الحريف" وتصف بهِ كتابة طاهر

تثور روحها الساخرة وتعود وتبزغ مع أحرفه

تقرأ لعمر طاهر كلما خانها Gpsها

(كيف نقول gps بالعربي، ما علينا..)

تقرأ له كلما أرادت أن تعود لنفسها.

ولقد كانت قراءة هذه الألبومات -والتي نشر كلّ جزءٍ منها ككتابٍ قائم بذاته قبل ذلك- مجمعةً، تجربةً تعمق الملامح التي شكلها عقلي عن كاتبي المفضل، على مدار أعوام قراءتي له، وتوضح تفاصيلها. الأمر يشبه تحديد الرسمة بقلمٍ جافٍ أسود، أيام المدرسة، فتخرج بعده الشخبطة وقد استحالت أشكالًا، تجعل من فكرة استنتاج كهنها، أو فهم النية من وراءها، أكثر استساغة. ببساطة، لقد أصبح الكروكي، بروتريهًا بشكلٍ ما مع هذه التجربة..

وقد جاءت طريقة الكتابة في هذه الألبومات، والتي يعود أحدثها لعام 2010، بطريقة الإسكتش -نقطة قوة لنظريتي المتعلقة بالرسم بالأعلى- والتي يستطيع أي stand up comedian اليوم، أخذ أي عنوان منها كمتريال لحفلته القادمة، وسيكون هانئ البال من إضحاك الجمهور، مع مراعاة تحديثه لبعض المصطلحات، وربطها بواقع اليوم أكثر. على كل حال، فقد كتب "عمر طاهر" في عصر ما قبل يناير كتبًا، بطريقة بوستات الفيسبوك في وقتها، فاستهدف فئةً بـ "تسكرول"، وجعلها تقلب صفحات كتاب! والأعجب أنها هذه الطريقة ما زالت ملائمة بطريقةٍ ما ليومنا هذا، فأن توضع، وفي وقتها، بين غلاف كتاب، كانت خطوةً شجاعة وسابقة، خلقت كاتبًا لا شبيه له في حرفته.

وفي المقابل، خلق هذا النجاح غير المتوقع، جناحًا جديدًا في الكتابة، فأنتجت العديد من الكتب اعتمادًا على الوصفة الطاهرية، كان الكثير منها "لذيذًا"، والأغلب سمجًا، ومعادٌ تدويره بطريقةٍ "تكش" لها حتى ملامح وجه نبيلة عبيد.

وللحديث عن الألبومات بشكلٍ أكثر عمقًا، نبدأ بالأقدم إصدارًا: شكلها باظت| 2005.

الألبوم الذي ستسعلُ فور الشروع في قراءته (راجع مشهد هبوط شخصية "مصري" من الطائرة من فيلم "عسل إسود") وهذا لأنه مفرطٌ في المصرية، بدايةً من علاقتنا شديدة السُّمية مع تراب هذا البلد (اسمع الأغنية الأولى من نفس الفيلم، وحاول ألا تبكي) ومرورًا بطريق السفر الكئيب، أصفر اللون والرائحة، سواء من أو إلى القاهرة الساحرة، ومكافأة الوصول أخيرًا بالاستماع إلى "فدادين"، في حالة كاتبنا مع سوهاج، أو في حالتي مع الإسكندرية، بالتهام نصيبي الذي سخنتهُ تيتا من الفطير، مع الجبن والشيبسي والشاي بحليب (جرب، وادعيلي)، حسنًا، أعتذر عن الخروج عن المسار.. أين كنا، نعم، ووصولًا، لفصل yes smoking، أنصح بعدم قراءته لأنني ككارهة للتدخين، بعد قراءته، شعرت بنوع من التعاطف معهم، الشيء الذي تبخر ولله الحمد مع الاستغفار وركعتين توبة.

كابتن مصر| 2006

-الاسم الذي حمله الفيلم الشهير فيما بعد-

ألبوم مرهق للغاية، إرهاق أي عائلة من وجود عنصر -ذكر أو أنثى- يمر بما يعرف بالمراهقة والعياذ بالله، بدايةً من فصله الأول الفضولي كثير السؤال، وحتى فصلي المفضل leh benkrah elmozakra، والذي أطبقه حالًا عوضًا عن المذاكرة للفاينل، ليزيد معدل إرهاقه مع فصل الغلاسة (يتم تطبيق بعض النصائح لمواجهة طفيليات هذه الأيام). صحيح كدت أن أنسى! لماذا لم تنقطع الكهرباء حتى هذه اللحظة؟ فلتحذروا يا سوريا وليبيا.

ابن عبد الحميد الترزي| 2008

كيف تقول أنك مغرم بالسينما المصرية -بعبلها- دون أن تقولها صريحة؟

ألبوم فني، بمعناه المزدوج، فقد صنف السينما "وهنا المعنى الأول"، بناءً على حالة مصر أثناء صدورها، بعينٍ فاحصة دقيقة، "وهنا المعنى الثاني"، وبناءً على وصفه لـ "غرام في الكرنك" كأحد أروع أفلام السينما المصرية، وترشيحه من قبلها كأحد الحلول للقضاء على الاكتئاب، صارت "الأقصر بلدنا" أغنية البيت، طوال أيام العيد.

رصف مصر| 2009

ألبومي المفضل بامتياز، عرفت ذلك لما بدأت الكتاب، ولم أشعر بتطلعي للوصول للصفحة الأخيرة، وتسجيل الكتاب أن تم قراءته على Goodreads، ربما لأن بهِ لمحة من جميع ما سبق، وربما بسبب طريقة العرض المختلفة للمواضيع، خاصةً المسلمون الجدد، والشخصيات التي تستحق الجنسية المصرية، وأعتقد أن الرئيس الأوكراني يستحقها، فهو يتمسكن لحد ما يتمكن، ويغار إذا فقد اهتمام من حوله لصالح متمسكن ٱخر، تمامًا كالست المصرية.

زملكاوي| 2010

أتفق مع فصله "بالعين المجردة"، ولكن لن أعترف بذلك أبدًا، خاصةً مع وجود أخت شديدة العصبية للأهلي مثل أختي، فلا أحد يحتاج لفقد أحد عينيه هذه الأيام. ولكن 2010 حملت حدثًا للكاتب أفضله شخصيًا، كما أنه الأسلم وهو برنامج "مصري أصلي"، وعلى الأخص حلقة أحمد فؤاد نجم، والتي للمصادفة أعدت مشاهدتها منذ عدة أيام، حلقة حزنت بسببها، لأن حال هذه البلد الشقية لم يتحسن، وفرحت لأن عم نجم، لم يرها على الأقل بهذا التدهور.. وخرجت منها بـ "متخافش على مصر"، وأنتَ يا أستاذ عمر، "متخافش على الزمالك".

باختصار، لقد توطدت صداقتي بكتابات عمر طاهر بعد هذا الكتاب، فحين يتحدث عن الملوخية فيه، أتذكر طعم الحاجات فورًا، والشرح البديع لهذا السائل الأخضر، وأتأكد أني لا أقدر هذه الأكلة حق قدرها. وأتذكر ليلة قراءتي لـ "كحل وحبهان"، ونهوضي من فوري لإعداد مسقعة، بغض النظر عن الكهرباء المقطوعة، بعدما "جرى ريقي" عليها.

حين يسخر من الزواج، أتذكر "عنده ضيوف"، وأبتسم.

حين أرى مدخنًا، أعاتب عبد الحكيم عامر على تعليمه لعبد الناصر تلك العادة السيئة، هل مات بسببها؟ لن أعلم أبدًا، لكنني أعلم أنني لن أحكم عليه على الأقل، بالفشل التام، كما يفعل الجميع، أحاول ألا أفعل..

حينما ينتشر مقطع لوردة تقول فيه "مين بليغ" أضحك، وأُذكر نفسي أن "بتونس بيك" ليست من تلحينه، لكنه مع ذلك داهية موسيقية.

وحين أشاهد فيلم طفولتي المفضل "طير أنت"، أمتن كثيرًا، لأن عمر طاهر قام بكتابته، ولأنه ما زال يكتب.

رحلةٌ الألبومات هذه، والتي استغرقت أيام العيد، أكدت عليّ أن مصر رغم كل شيء، مازالت تحفل بالصنايعية، والأدمغة والأقلام، وأنه سيأتي في يومٍ ما، من يكتب كتابًا يعنونه بـ "صنعيُّ الكتابة.. اسم نسى أن يتحدث عنه عمر طاهر" وأرجو أن أكون أنا من تقوم بكتابته.

يعيش للعالم مبدعيه.

الأحد - 30 يونيو 24 (:

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق