❞ هل تملك الضحية الاختيار، خاصة إذا كانت ضحية الأقدار؟! ❝
بلال فضل وحكاياته وما أدراكم ما حكايات بلال وشكلي كدا هتعمق في إنتاجاته المقروءة والمرئية لفترة لا بأس به من الزمن كمحاولة للتشبع بآرائه ومعتقداته وأفكاره
- الحكاية التانية من (فندق الرجال المنسيين) ذكر فيها الشيخ عرفة وأنه اقتبس منه قصة (فضيحة القطط على المنبر) في هذه المجموعة وكعادة الفضول الذي ينتابني، انتهيت منها وانتقلت إلى بني بجم لنرى ما بها ؟
- مجموعة قصصية منفصلة غير مترابطة ذات أسلوب رائع ولغة عامية لا تخلو من الابتذال الممتع كعادته وهذه أكثر مميزات الأسلوب فالابتذال ليس لمجرد الابتذال ولكنه ليخدم سياق السرد والغرض الذي يريد توصيله للقارئ
- من أجمل مميزات بلال صراحته مع القارئ وهذا ما تتميز به القصة الأخيرة (بين رِجلَي الكتاب) التي ختم بها المجموعة، صراحة واضحة بشفافية وصدق يجعلها سهلة الاستساغة والتقبل دون أي محاولة للتكلف أو التصنع بما لا يوجد
- الغريب والمثير في الأمر هو أنني أقرأ أول مجموعة قصصية كتبها ونشرها عام 2011 وأحدث إصداراته هذا العام متزامنين ولا أشعر بفرق فكأنه لا توجد فجوة زمنية تتخطي ال 13 عامًا بين العملين، ولا يعني ذلك أبدًا عدم تطور الأسلوب واللغة والسرد ولكن كلاهما له نفس الجو والحالة المزاجية والتأثير الذاتي عليّ...
- لا تخلو كتابات بلال من الترشيحات الأدبية والفنية وهي ما حظيت به قصة خطاب إلى جوليا روبرتس، بذكر الكثير من الشخصيات الفنية والأفلام التي لابد من تذوق جمالها..
- أغلب القصص إن لم يكن أكثرها أشعر وكأنها سرد شبه حقيقي لمواقف تخللت حياته مع بعض البهارات التخيلية ولا أعلم ما سبب ذلك وخاصة أنه لم يصرح بهذا الأمر بل في بعض الأوقات صرح بما ينفيها كأن يذكر اسم آخر لا صلة له به كما حدث في قصة دموع سمكة غريبة
- يتنقل بين الكثير من المجالات اجتماعيًا، وسياسيًا وشخصيًا وفنيًا فتارة يذكر خطاب السادات بعد محاولة اغتياله في (ولكن ربنا ستر) فيصيبني الذهول لقراءة مثل هذا النص لأول مرة، وتارة بلسان عامل نظافة في (كناس من الناس) فيصيبني شعور الشفقة وتارة يصيبني شعور الفضول الناتج عن الغموض الذي يتناول الشخصيات كما هي (قصة مادلين أولبرايت)، وأصابني الكثير من الحزن في أثناء قراءة قصة (6 أكتوبر.. منزل الزمالك) حيث يسرد فيها بشكل بائس يذيب القلوب سوء الواقع من حولنا، وتارة ينقلنا إلي اسكندرية وجوها البديع كما في (جذل وصخرة الكومبو)، ولا يمكن ألا تخلو كتاباته من الجو الفلسفي البديع الذي يثير التفكير كما في (الصخرة والطحالب ودموع سمكة غريبة)، ثم جو الأحياء الشعبية المصرية بأسلوب هزلي رائع في قصة ( الموت على ارتفاع منخفض) فكما يبدو لا يوجد أي صلة بين القصص وبعضها ومذلك يخلق مزاجًا رائعًا من الاستمتاع ويثير خليط من المشاعر المختلفة بداخلي كما ذكرت، اللهم سوى القصص العاطفية التي ربما تخلق بداخلك شعور ترابط بعضها ببعض فجميعها تشرح علاقة حب من طرف واحد كما حدث في ( بني بجم، لا حب تحت المطر، بنت الحلال) تدخلك في حالة من الرومانسية، ويعكس أيضًا السخرية والاستهزاء والظلم الناتج عن اختلاف توزيع السلطة كما في (عامر بتاع السنترال) بأسلوب هزلي مضحك يثير الشفقة..
22/6/2024