التغريبة البلالية > مراجعات كتاب التغريبة البلالية > مراجعة محمد علي عطية

التغريبة البلالية - بلال فضل
تحميل الكتاب

التغريبة البلالية

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بعد أن أنهيت قراءة كتابه الجديد (فندق الرجال المنسيين)، أحسست أني لم أشبع بما فيه الكفاية من حكايات بلال فضل، فكان الحل أن أختار أياً من كتبه القديمة التي لم أكن قرأتها بعد، وكان الاختيار لهذا الكتاب تحديداً لأنه أشار إليه في كتابه الأخير في معرض ذكره لحكاية زيارته لدمشق وللزبداني في سوريا، وحديثه عن صديقه المرشد السياحي التركي يورهان، عليه رحمة الله.

يبدأ هذا الكتاب بفصل طويل عن حرب لبنان 2006، أعاد لي ذكرياتي في متابعة أحداث هذه الحرب بكل مشاعري وكياني، وتأييدي لحزب الله – حينما لم يكن وجهه القبيح قد ظهر في سوريا وولوغه في دماء الأبرياء هناك – وحديث مبارك والسعودية والأردن عن (المغامرات غير المحسوبة)، وحديث بشار الأسد بعد ذلك عن (أنصاف الرجال)..بلا خيبة!

شهادة بلال فضل هنا كانت من قلب الحدث، فقد تصادف وصوله يوم خطف الجنديين الصهيونيين، ومن ثم بدأ القصف الوحشي للبنان، وقراءة هذه الشهادة في هذه التوقيت تثير الشجون، لأنها تتقاطع في العديد من جوانبها مع ما يحدث في غزة، مع درجات أعلى بكثير في الإجرام الصهيوني، ودركات أدنى بكثير في التواطؤ والخيانة والتخاذل العربي، حتى مشهد الخروج من لبنان وما صاحبه من الإضطرار لدفع إتاوة بالدولار للمرور سواء من حرس الحدود اللبناني أو السوري، يتقاطع مع المشهد المخزي لمعبر رفح، وسبوبة العرجاني ومن خلفه، وصولاً إلى مصب حودة بتعبير بلال في فيديوهاته.

تتنوع بقية الفصول في الأزمنة والأماكن والسياقات، فمن حضور مسرحية في برودواي، إلى شراء كتب سياسية ممنوعة من قلب دمشق، إلى مواجهة مع حاخامية إسرائيلية في ويلز. والحقيقة أن قصة هذه المواجهة تحمل بعض الأفكار الجديرة بالتأمل فيما يخص معنى وحدود التطبيع مع العدو، ومتى يكون الانسحاب واجباً، ومتى تكون المواجهة فرضاً. والمؤتمر الذي ذكر بلال أن صلاح عيسى دعا إليه لمناقشة مفهوم التطبيع وحدوده والوصول إلى اتفاق ملزم بخصوصه كانت فكرة جديرة بالاعتبار في حينها.

يكاد ثلث الكتاب تقريباً يتحدث عن أردوغان وتجربته، وأعتقد أن فصول الكتاب التي كُتبت في أزمنة وأماكن مختلفة ربما تكون قد نُشرت متفرقة من قبل كمقالات، فهنا تجد مزية من تجميع هذه المقالات، وهي الاحتفاظ بصورة عن النظرة لحدثٍ ما أو شخصية ما في وقتٍ ما، لأن النظرة للأحياء تتغير بمرور الوقت وتغير الظروف وكذلك تغير الشخصيات ذاتها، ولذلك فإن المقالات التي كانت تتحدث عن تجربته بإعجابٍ شديد في العقد الأول من الألفية، انتهت بمقالٍ في 2013 يحمل بعض التخوفات من تغير سياسة وشخصية أردوغان، وبالطبع فإن الكتاب لو صدر منه طبعة حديثة وزاد فيها فصل جديد عن الرجل، ستجد الكلام قد تغير، لأن الشخص نفسه قد تغير، وسبحان من يغير ولا يتغير.

وأختم هذه المراجعة بالحديث عن حكاية من الحكايات التي أعجبتني جداً وهي لقائه بالشيوعي الاسكتلندي العجوز، وسخرية الرجل من مبدأ (ندي له فرصة يا جماعة)، وكان تعقيب الرجل مثيراً للتأمل والإعجاب والشجون أيضاً، إذ قال: "يا صديقي، خذها قاعدة في حياتك، لا يمكن أن تعطي السياسي فرصة إلا إذا كنت أحمق، السياسي كالثعبان إذا تركته يتدفأ لدغك، لابد أن تضعه دائما تحت الضغط وتضعه في موقع الدفاع لكيلا تكون لديه الفرصة للتفكير في مصالحه، ولكي تقوم بتذكيره دائمًا وأبدًا أن أيامه في الحكم معدودة، لا بد أن تجبره على تبني الأجندة التي تريدها أنت، لأنك لو تركته في سلام فلن ينفذ حتى وعوده الانتخابية."

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق