رواية درامية نفسية تحكي عن منروفيا وقت الحرب الأهلية، رواية جميلة وإن أصابني الكثير من الملل في بدايتها، وبتشجيع من الأصدقاء استكملتها حتى بدأت اندمج فيها، لغة مميزة ذات تعابير فريدة وأسلوب ممتع على الرغم من ثقله..
ذات نهاية مفاجأة على الرغم من إنه قد سبق حرقها في اللايف مع المؤلف ولكني لم انتبه لهذا الحرق سوى في آخر بضع صفحات، مما جعلنا استمتع أشد الاستمتاع بنهايتها..
ما أكثرها السجون التي يسجن بها الإنسان نفسه، هربًا من طفولة مزرية لا تخلو من الصدمات النفسية التي لا تتحملها ذاته الضعيفة في عمره القصير ذاك..
نهرب من الحقيقة بأن نسجن ذواتنا في سجون من خيالاتنا، نتخيلها كيفما نشاء، بالشكل الذي يرضي احتياجتنا ويعوضنا عما فقدناه، كما فعل البطل وسجن ذاته في رحمة ، التي وجد فيها الجنان والحب والاطمئنان والسكينة وجد فيها ما غاب عن ذاته سنوات، عاش في ظل وجودها مستقرًا هانئًا أو هكذا ظن كذبًا على ذاته كوسيلة دفاع يستخدمها لمحاولة الهرب من الحقيقة النكراء التي تغدو حياته..
تمتلئ الرواية بالكثير من الفلسفة التي تذيب شغاف القلوب، وتجعلنا نسرح بعقولنا تفكيرًا ، ما هو الحب؟ ما هي ذاته؟ هل يدوم ؟ وان دام على يبقى كما هو بتأثيره الجميل على حامله، أم إن دوام أثره الطيب مرتبط ببقاء المحبوب فإن غاب فلا لوم ولا عتاب على الحب الذي قد يذهب عقل حامله ؟..
رواية بطعم أدب الرحلات ولا أخفى عليكم سرًا أنه ربما كان من أسباب مللي منها في بدايتها عدم حبي لأدب الرحلات ولعلها تصبح السبيل للمحاولة الانغماس فيه مرة أخرى..
شخصيات بديعة حسنة النسج والسرد، تتطرق لأغلب جوانبها الحياتية فتصبح كل صفة يمتاز بها إحداهم هي نتيجة لسلسلة متتابعة من مواقف حياته السابقة، أو نتيجة تفاعل بعض الشخصيات الأخرى التي كان لها بعض الأثر فيها..
الحرب ومآسيها التي لا يخلو منها تاريخ أي دولة سواء كانت قوية أم ضعيفة، ليبيريا مثلها مثل باقي الدول لم تسلم من أضرار الحرب الأهلية التي نشبت في الكثير من أنحائها، يسردها الكاتب في سياقات جذابة لا تخلو من جمال التعبير فكأنك تشهد الحرب وتراها رؤي العين من حولك..