"الموتى لا يموتون أكثر منّا
عندما يجوعون، يعودون إلى أسرّتنا
مُحمّلين بذكريات لا تُحتمل
بدموع مؤلمة بكوها في أحضاننا
وكُنا نشجعهم على الموت بنذالة
ونحن ندير وجهنا عن الحقيقة
يعودون، بأطباق فارغة، طالبين وجبة أخيرة نأكلها معهم." - كأنها مغفرة لهدى عمران 🇪🇬
قرأت مساء أمس هذا العمل الذي تعرفت من خلاله على هدى عمران. أقول "تعرفت" عليها لأنها لم تستبْق شيئًا من كنه الذات (ومرارتها) لم تعتصره نبيذًا سخيًا للذائقين، مترعًا بأشواق وأوجاع نعرفها ولا ندرك بالضرورة عمق الأخاديد التي تحفرها في نفوسنا (جُرحٍ عارٍ في النفس على حد تعبيرها)، وهو أمرٌ لو تعلمون عظيم.
تنحاز عمران للفريسة التي تفهم الصياد تمام الفهم، كما تفهم أن الصياد والفريسة يتبادلا الأدوار بتعاقب الفصول (لعبة السّادي والخاضع). تحدثنا عمران عن مأساتها المتمثلة في الغفران، عن كنزها المتسربل بتقديس الإنسانية بكل ما تحمله من نقائص وخِسّة وعنف وجشع: هنا يصير الإنسان هو منهى جميع الدروب، كل الطروق تبدأ به، تعبره وتصل إليه.
بطبيعة الحال، اللغة لم تسلم من بعض الزُّخرُف (كيف لا ونحن نقرأ شعرًا عن العاطفة والألم؟)، إلا أن النصوص متلاحمة وتحمل بصمة الوجع ذاته، كما أنها تشف عن صدق المشاعر التي أجّجت جذوة الشعر لدى عمران. آلمتني هذه النصوص، ولا يمكن أن أطمع فيما هو أكثر.
#Camel_bookreviews