رجال في الشمس > مراجعات رواية رجال في الشمس > مراجعة Reading.books.with.imen

رجال في الشمس - غسان كنفاني
تحميل الكتاب

رجال في الشمس

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مراجعة رواية الشهيد المناضل #رجال_في_الشمس ل #غسان_كنفاني 📝:

"لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟"

سؤال في رواية رجال في الشمس سيبقى عالقا بذهني كلما أذكر وأتذكر هذه القراءة الموجعة وسيبقى صداها في ذهني كصدى ذلك الخزان.

هناك روايات تشعر بالعجز للكتابة عنها أو بالأحرى تشعرك بالإستحياء والحرج لكتابة مراجعة لها.

غسان كنفاني من أولائك الروائيين الذين يؤثرون في كثيرا ومع كل قراءة له أشعر بذلك العجز،بذلك الحمل والثقل والضغط والضيق في صدري وبغصة في حلقي وغالبا غضبا شديدا لا أستطيع التعبير عنه أو وصفه.

أعتبر رجال في الشمس الأكثر إيلاما إلى حد الآن في كل قراءاتي للكاتب ولربما لهذا السبب في كل مرة أترك فترة زمنية لا بأس بها لأقرأ له مجددا،ربما خوفا وتوجسا وخشية لما سأكتشف وما سأواجه وأي حقيقة أخرى سأصطدم بها أو بالأحرى أصدم بها أكثر رغم معرفتي باطنا بها.

هذه الرواية تقرأ في وقت وجيز لكن أثرها دائم وعميق.كتبت بأسلوب وسرد كالعادة جميلين للغاية.

تبدأ الرواية في مرحلة ما بعد النكبة بفلسطي*ن وبالتحديد بعد عشر سنوات منها،مرحلة قاسية ومريرة لشعبها المناضل,حيث هناك واقع معاناة الشعب الفلسطي*ني،آثار النك*بة التي خلفت آلاف الاجئين في المخيمات،الشتات،فترة عجز ويأس.واقع جعل العديد يحاولون الهرب من المرارة والذل والسبيل كان الهجرة.

هي حكاية ثلاث رجال فلسطن*يين أويمكن إعتبارهم أربع.

ثلاث رجال من أجيال مختلفة الكهل والشاب والطفل يسعون للحياة ومحاربة الموت النفسي منه والجسدي.

الأول أبو قيس وهو رجل عجوز ،مسن،كان طموحه الوحيد بناء غرفة خاصة به وعائلته خارج المخيم والأكل بكرامة.أراد الهجرة لإنجاز ما يصبو إليه.

الثاني وهو أسعد يريد أن يعمل لكي يتحصل على مال ويعيده لعمه،مال إقترضه منه شريطة أن يزوجه إبنته وهو لا يحبها،فلم يأبى الذل،حبذ الهجرة لتسديد الدين والعيش بحرية.

الثالث وهو مروان،يبلغ من العمر 16سنة،يعيش في بيت من طين في المخيم،تخلى عنهم والدهم وطلق أمه وتزوج بأخرى،له أربعة إخوة وأخ آخر هاجر إلى الكويت ليعيلهم لكن إنقطعت إيعاناته بعد زواجه،لذلك حاول اللحاق به للكويت عله يستطيع أن يصرف عليهم ولكن المبلغ الذي بحوزته لا يكفيه لدفعه للمهرب.

الثلاث يربطهم هاجس واحد وهو التشبث بالحياة وبعالم ،تجاهلهم وحرمهم أبسط الأشياء والأساسيات،يحسون بفراغ وضياع وتشتت،فراحوا يبحثون عن الخلاص،عن الأمل،عن العيش بكرامة،بحرية،براحة وبأبسط مقومات الحياة.

شاءت الأقدار أن إلتقوا ثلاثتهم في البصرة في العراق،التي كانت الطريق الوحيد الذي يمكنهم من الهجرة إلى الكويت لكن لم يحالفهم الحظ في الإتفاق مع المهربين لغلاء الأسعار.

إلتجأوا إلى رجل،فتح لهم باب الأمل بمبلغ أقل و حسب رأيهم أضمن للوصول إلى الكويت،لكن طريقة الهرب تمثلت في المكوث في خزان الماء الفارغ بسيارته لبضع دقائق في مناطق العبور.

هذا الرجل الرابع،هوأبو الخيزران  الذي يمثل حسب رأيي شخصية محورية،لا يمكنك تحديد إتجاهها أو إيديولوجتها.سائق ماهر،خدم في الجي*ش البريطاني في فلسطين قبل 1948،حين ترك الجي*ش,إنضم إلى فرق المجاه*دين ولاحقا إلى سائقي رجل ثري ومعروف كويتي لذلك فهو يمكنه عبور الحدود بسهولة.أبو الخيزران يعيش ذكرى أليمة جدا ألا وهو كونه مخصي،فقد أخصاه العدو وفقد رجولته فداءا للوطن وهذا شيء رمزي في الرواية. هو رجل  أهم ما لديه جمع النقود ثم النقود أو بالأحرى جمع القوة وجمع ما يضمن له حياة الرفاهية رغم أصوله،رغم إنتمائه للقض*ية سواءا من قريب أوبعيد.

يمكن أنه لم يعد يكترث بما أنه خسر أهم شيء بالنسبة له وهو موصوم "بالعار"إلى الأبد.

يمكن أن يكون يأسا وإستسلاما وأنه فهم ما يدور حوله و كيف يدور العالم من حوله.

له رمزية أو ربما رمزيات، ربما هو مع القض*ية و قد اخذ جرعته من اليأس أو ربما ليس معها وخير مصالحه الفردية على مصلحة المجموعة.

ربما يرمز إلى الأنظمة العربية،ربما وربما...

أبو خيزران شخصية رمزية،غامضة٫مميزة.لا يعرف القارئ أيتعاطف معها أو يمقتها أو يرثيها ويشفق عليها.

كل هذه الأحداث صارت تحت شمس حارقة،لاتحتمل،قيظ لا مثيل له ولذلك كانوا رجالا في الشمس،رجالا في عذاب أليم.

تعالج الرواية،آثار النكب*ة،ظروف اللجوء والمخيمات،الشتات،الظروف المزرية في العيش، الضياع،الحرمان،الامل،اليأس،الشرف،الخيانة،المقا*ومة،الإيمان،حب الوطن والتعلق بالأرض،الهجرة من أجل حياة كريمة،الإستغلال في الهجرة الغير الشرعية وفي الأوقات العصيبة، والعديد من القضايا الأخرى وأهمها القضية الفلسطي*نية.

رواية وجودية،عبثية،إنسانية ومميزة❤️

لم يدقوا الجدران.لماذا؟أ بسبب الثقة في من خارج الجدران؟أم خوفا؟ام خوفا من المهانة والذل ؟أم يئسا؟أم إستسلاما؟ام خضوعا؟أم عجزا؟أم صمودا؟ أم كرامة؟أم كبرياءا؟لماذا يا ترى؟غسان كنفاني قام بتعرية الواقع لك كقارئ ،أظهر لك الحقيقة كما هي ولك أنت التساؤل ولك انت الإجابة.

نفس المعاناة،نفس المأساة تتكرر وتتكرر والتاريخ يعيد نفسه.في هذه الأيام وفي ما نشهده حاليا من إبا**دة جماعية في الأراضي الفلسطين*ية أمام صمت تام وسكوت تام للعالم رغم محاولات أغلب الشعوب الثائرة وإستفزازها لحك*امها وأنظمتها للتحرك ورغم رجائها الدعم لشعب مستميت،لشعب صامد صمودا لا مثيل له.

لم يدقوا الجدران ولم يستطيعوا دق الجدران وحتى إن حاولوا دق الجدران فيبدو أنه لا حياة لمن تنادي.

ما هذا الخزان البشع؟؟ماذا يمثل؟

أموت للنخوة!أموت للعروبة!؟أموت للمروءة؟أموت للشهامة؟أموت للإحساس؟أموت للتعاطف؟أم أموت للإنسانية جمعاء؟؟؟

شعب صامد على الدوام منذ النك*بة ولا زال.إلى متى ستبقى الجدران مغلقة ؟إلى متى ستبقى بدون صدى؟إلى متى ستبقى الصرخات مكتومة خلفه؟إلى متى الخذلان؟ متى الإستفاقة؟

الشهيد غسان كنفاني له قدرة في نقل ووصف مأساة وطن،وطن سلب،هجر،أغتصب،أنتهك إلى أقصى حد.كنفاني له قدرة على  دفعك لرؤية هذه الآلام وهذه الأوجاع ولمشاهدة هذه العبثية المقيتة بشكل رهيب.

رواية سترسخ بذهني على الدوام،من أجمل ما كتب غسان كنفاني.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق