هل ينسى العاشق معشوقه؟
هذا السؤال ستجد إجابته في رواية "الديناصور" للكاتب عمرو حسين، والتي ستجيبك باستحالة حدوث الأمر.
قد تتلاشى الذكريات بمرور الوقت أو تتضاءل حدتها، ولكن من المستحيل أن تختفي تمامًا!
نلتقي الآن مع الجد مصطفى كمال وفيق، رجل يعاني من مشاكل في الذاكرة، لدرجة أنه كان ينسى اسم حارس بيته. قد يحمل ذلك شيئًا من المنطقية لأنه في السبعينيات من عمره، ولكنه برغم كبر عمره لم ينسَ حب عمره! تلك الفتاة الجميلة ذات العيون الزرقاء التي كان جمالها يشبه جمال المعادي في الماضي.
وعلى ذكر المعادي..
أثناء قراءتك للرواية ستشعر أنك تنتمي لهذا الحي. سيبهرك جمال ماضيه، وستتفهم استياء الجد من تحوله إلى مجرد عمارات سكنية تفتقر إلى روح الفن والتخطيط.
...
❞ على مدى سنين تغيرت المعادي من حولي. هُدمت فيلَّات، وبُنيت بنايات أغلبها قبيح. راحت الدنيا التي أعرفها تتلاشى من حولي ومعها ذكريات كثيرة اختفت من ذاكرتي. شعرت أنه قد يأتي عليَّ يومٌ لا أذكر فيه شيئًا. ❝
...
استمع الجد مصطفى إلى نصيحة صديقه وجدي، وبدأ في الكتابة عن المعادي وذكرياته فيها. والغريب أن الجد مصطفى كان يتذكر تفاصيل وأحداث مر عليها أكثر من ستين سنة!
نالت كتابات الجد مصطفى استحسان أصدقائه، ونصحه صديقه وجدي أن ينشر كتاباته، وهنا كانت البداية!
...
❞ قررت أن أكتب على الورق ما قد يُمحى غدًا من الذاكرة. يومًا ما قد يقرأ أحفادي هذه الأوراق ليعرفوا جدهم. وقد أقرؤها أنا أيضًا لأتذكَّر مَن أنا ومَن كنت حين تعود ذاكرتي كما بدأت، ورقة بيضاء. ❝
...
برع الكاتب عمرو حسين في إظهار الاختلاف بين جيل الورقة والقلم الذي يمثله الجد مصطفى، وبين جيل "الكيبورد" الذي تمثله «مِنة»، تلك التي تعمل "مؤثرة" على مواقع التواصل الاجتماعي، ويساعدها صديقها «زياد» المخرج الذي يحلم بالوصول إلى العالمية.
طرحت الرواية مدى التغيير الذي تعرض له عالمنا الذي سيطرت عليه "الرقمنة"، وأصبح عدد متابعيك على "السوشيال ميديا" يحدد مكانتك في المجتمع.
كيف سيجتمع الجيل القديم بالجيل الحالي؟ وهل سيكون هناك اختلاف في إظهار المشاعر بين الجيلين؟ من تلك الجميلة التي لم ينساها الجد مصطفى؟ هل سيتعلم زياد من ماضي الجد مصطفى؟... هذا ما ستعرفه عند قراءة "الديناصور" وعندما تقرأ رسالته!..
الديناصور رواية هادئة وجميلة في سردها، ولها طابع خاص جدًا. استمتعت بقراءتها ووقعت في حب شخصياتها! فبرغم بساطتها، تحمل الكثير من التشويق والمتعة.
أشكر الكاتب على هذا الإبداع اللطيف 🙏🏻❤️
#أبجد
#الديناصور
#عمرو_حسين