المجموعة تضم سبعة عشر قصة كقطع موسيقية عذبة تتهادى تحمل القارئ من فكرة إلى أخرى ومن مشاعر إلى أحاسيس تارة بهدوء وتارة بعنفوان وقوة.
سبعة عشر قصة تمر عليك حكاية تلو الحكاية لتعزف على أوتار العقل والقلب تنسج فكرة الكاتب الخاصة ومشاعره الخاصة.
وحول تلك الأفكار الأصيلة والتأملات الرقيقة.
ويمكن القول بكل بساطة أن فكرة العمل الأساسية تدور حول العديد من التساؤلات النفسية والوجدانية والفلسفية في كل زمان ومكان التي تدور داخل كل إنسان وقلبه وفي مقدمة تلك الأسئلة يأتي السؤال عن حقيقة الموت طبيعته والأثر الذي يخلفه الموت فينا.
لقد تملك الكاتب العديد من التساؤلات الوجودية وهو ما دفعه لكتابة تلك القصص للتعبير عن تلك التساؤلات ومشاركة القارئ فيها في محاولة للعثور على الإجابة أو على أقل تقدير طرح وجهة نظر مغايرة ولفت الإنتباه إلى حقائق الحياة نفسها والموت بشكل خاص.
وهنا في هذا المنشور محاولة للتعبير أو الحكي عن التساؤلات والأفكار والحكايا في المجموعة ملخصها هنا حسب القصة.
القصة الأولى "صلاة ق ٤"
عندما يكون الموت على ما فيه من قدسية ورهبة مجرد خطأ فني وعقبة يحب أن نتخطاها مهما تكلف الأمر لتحيا عجلة الإنتاج وتحقيق التارجت.
القصة الثانية "بيت من جير"
عندما يكون الموت إنفلات وتحرر من القيود التي طالما قد أحاطت بنا وكبلت أعمق رغباتنا فهل يكون الموت تحرر أم يكون قيد يعقبه خوف من الحرية وموت قد تنال الرغبة والشغف والحلم والأمنية الأغلى.
القصة الثالثة "الموت على صدر السندريلا"
حقيقة الموت تتجلى فقط عند المواجهة ويبقى السؤال.
هل تموت ساخطا داعيا صارخا مجادلا أم تموت مستمتعا بلقاء حبيب وقبلة أخيرة وإن كانت خيالية.
القصة الرابعة "سجال الليل الصامت"
هل الموت قاسي حقا؟ أم يكون الألم العضوي اقسى؟ ربما يكون العجز والصمت أكثر قسوة من كليهما؟ ولكن من المؤكد أن حياة في ألم وعجز أشد فتكا وقسوة من الموت؟
القصة الخامسة "كفان وأربعة أصابع"
ربما تكون تلك القصة بعيدة عن الموت ولكنها تتحدث عن طبيعة النقصان وما هي حقيقة مفهوم الكمال والعجز، ونلتقي بحالة متفردة نرى فيها الكمال التي يتحطم معه تابوه الحياة النمطية.
القصة السادسة "صفحة بيضاء"
هل الأسم والكنية واللقب هو ما يحد الشخص فعلا؟ أم أن الأسم مجرد وشم أو عبئا؟ وكيف يكون الأسم هو العدو؟
القصة السابعة "خزانة المائة نفس"
نقترب مرة أخرى من الموت بعد الحياة وطبيعته وحقيقته، ونقترب من صورة مرسومة بعناية ودقة صادمة ومعبرة عن الحياة والموت والنفوس من حولنا وكيف أن قيمة الحياة نفسها قد تجدها في مفتاح خاص بخزانة تضم حيوات و نفوس من حولنا.
القصة الثامنة "وليمة الحواس"
تدور حول الموت والحياة وأجل النعم المجانية التي لابد أن نستشعرها وقيمتها والفكرة والحكاية يمكن أن نضعها في إقتباس عبقري في الصفحة 57 - والغريب هنا أن صفحة الكتاب على الجود ريد لا تضم أي اقتباسات من العمل -
"فما الحياة إلا حواس خمس متقدة، تمكنك كم امتصاص العالم المحيط، تخيل لو أنك فقدت البصر والسمع والشم والتذوق واللمس .. ستصير جثة هامدة، ألا تتفق؟"
القصة التاسعة "الأحجية"
واحدة من التساؤلات الفلسفية والأحجيات الصعبة التي صالت وجالت في نفوس كل فرد فينا "ماذا تريد الحياة منا؟" "ما الغاية التي نريد أن نصل لها أو أن نتمها قبل الموت؟" هل نعيش من أجل الخير أم من أجل شيء أخر؟" تلك القصة تحديدا تأتي بأكثر من مفهوم وأكثر من حكاية وفكرة وتبث في العقل العديد والكثير من التساؤلات.
القصة العاشرة "موت حلو المذاق"
الموت قريب جدا وحضور طاغي وله أشكال وصور عديدة ومختلفة وعلى الرغم من أنه إجادته فن الإختباء فهو يجيد الإفصاح والإعلان عن نفسه وعن تواجده بقوة في كل مكان وزمان، وفي تلك القصة تحديدا نرى الموت بكل وضوح بينما يتخفى في الفواصل بين تلك السطور التي تتحدث عن الفقد والألم … والفراق.
القصة الحادية عشر "بيت الخالة أخت الأم"
واحدة من القصص التي يمكنك أن ترى فيها العديد من المعاني والمقاصد وسوف يكون ظلم للماتب والقصة إن تم حصر المقصود أو الفكرة والحكاية الرئيسية هنا في الموت فقط وإن كان الموت حاضرا وبقوة ولكن الكاتب قد تعرض هنا للعديد من الأفكار حول ماهية الحياة والقيمة منها وبعد لحظات تأمل مع تلك القصة ربما تخرج وتخلص إلى معنى جديد تماما وبالنسبة لي فقد وجدتني في النهاية أقول مع نفسي أن حقيقة الحياة الوحيدة هي الموت وكم من أموات بيننا وكم من أحياء في القبور.
القصة الثانية عشر "في الركن المظلم"
واحدة من القصص التي تتحدث ركن مظلم في حياة كل إنسان فينا يضع فيه الأحلام والمخاوف والجرائم وحتى الضمير ليستر كل ذلك عن أعين الناس والأهل والمدرسة، تتناول تلك القصة تبعات الاختيار والضغط الأسري والعائلي وتستعرض فكرة الأنظمة التعليمية المختلفة وكيف يمكن أن يتم تشكيل شخصية الطفل وكيف أن التلاعب مع الأطفال يعمل على تشكيل شخوصهم في المستقبل وكيف تكون تبعات التراكمات داخل ذلك الركن المظلم.
القصة الثالثة عشر "قانون الخبز"
تستمر المجموعة في فرش طريق الحياة المؤدي إلى الموت المحتوم في نهاية الطريق، هناك من يعيش في حياة ميت وهناك من يستمر خبيزه في الحياة وعمله وإن كان تحت التراب، لا شك أن تلك القصة واحدة من القصص ذات الطابع الرمزي والتي تحتاج إلى وقفات كثيرة وهي تحمل حكاية بسيطة واضحة مكثفة بديعة الصياغة تحملك إلى التفكير و بعمق في مغزى حياتك وخبزك وقانونك.
القصة الرابعة عشر "كادر"
واحدة من القصص المتعلقة بالحياة والفرص الضائعة وعاقبة الصمت والقرارات التي تأتِ متأخرة كثيرا أو بعد فوات الأوان، تتناول القصة الحياة من مفهوم الصورة العامة والمكانة التي تشعلها في حيز كادر تلك الصورة، ترى هل أنت في صدارة تلك الصورة أم في الخلفية كما يجب أن تكون قطع الديكور المكملة للكادر.
القصة الخامسة عشر "حديث المنفضة"
يحوم الكاتب هنا بالقارئ حول الحياة والسنوات الخداعات ودنو الموت والاستعداد له وشراء المقابر والقصور.
واحدة من القصص التي يمكن أن نتأمل فيها كثيرا لتمس داخلنا البعض والكثير من التساؤلات الفلسفية.
القصة السادسة عشر "قميص لتغليف الهدايا"
يستمر الكاتب هنا في الحوم حول الموت في عملية أدبية صعبة ومؤثرة وملهمة حيث يتابع تذكيرنا أن الموت يحوم حولنا في استمرار ورحلته معنا لن تنتهى إلا بموت الجميع وفناء آخر الأحياء.
القصة السابعة عشر "سيد المئذنة"
هنا نبتعد عن مدارات الموت وكذلك عن الفلسفة في الحياة ونتعرف على قصة بسيطة تدور حول فكرة القدر والنصيب والمصير. كانت تلك القصة بمثابة خاتمة راقية مثل قطعة الحلوى التي تربط على قلب القارئ.
الخلاصة : لقد جاهدت كثيرا للفوز في تلك المسابقة وفي البحث عن الحكايات والأفكار التي تملكت روح الكاتب الرائع ليخرج علينا بتلك التحفة الفنية والسينفونية متعددة المقاطع وكلي ثقة أن كل قارئ قبلي أو بعد قد استخلص من تلك المجموعة القصصية فكرة وحكاية وشعور خاص.
#أحمدمجدي