بمناسبة عيد ميلاد دار نشر كتوبيا العزيزة
دي قراءة ثانية للعمل بعد قراءة ورقية مفصلة سابقة
وقراءة جديدة على أبجد ✅
في واقع الأمر لقد كنت متحمسا للغاية عند الحصول على هذا الكتاب الذي يعتبر تجربة أولى للكاتب المعروف بنشاطه الثقافي والأدبي الملحوظ والمعروف وقد كنت جائعا لوجبة دسمة ثقافية تتناول الحياة والتاريخ والشعر والأدب في الأندلس وهذا ما تصورته أو توقعته من هذا الكتاب على الأقل.
والحقيقة أنني قد توقعت الكثير من هذا العمل ورفعت سقف توقعاتي كثيرا في الحصول على وجبة متكاملة غنية بكل ما لذ وطاب من الأشعار والجماليات الأدبية.
وقد كنت من المحظوظين الذين تقابلوا مع الكاتب في معرض مكتبة الإسكندرية ونلت شرف الحصول على توقيع الكتاب والإهداء عليه والآن وبعد ذلك جئت أعرض عليكم مراجعتي الخاصة لهذا الكتاب دون حرق أو تفصيل.
وهذه المراجعة ليست إلا رأي شخصي فقط ناتج عن تجربة خاصة من شخص مثلي يحب الكاتب والكتابة والقراءة والشعر والأدب والتاريخ ويكن كل الإحترام والود للكاتب.
في البداية يجب أن نشير إلى الغلاف الجذاب الذي يناسب طبيعة العمل وهو أحد نقاط القوة في العمل مع تلك الألوان المبهجة ولكن حجم الكتاب هنا كان صغيرا نسبيا مقارنة بما كنت أتوقعه فبالنظر إلى عدد الصفحات وحجم الخط يمكن القول أن الكتاب صغير الحجم ولكن هذا ليس كل شيء.
فكما العادة بمجرد أن تفحصت الغلاف وكلمة الظهر التي كانت لذيذة توجهت للنظر في الفهرس وهنا كانت المفاجأة وهي عدم وجود فهرس.
والحقيقة أنه لأمر مزعج لي أن يكون بين يدي كتاب بدون فهرس لأنني من الأشخاص الذين يحبون الفهرسة في الأعمال غير الروائية وتقسيم العمل وفق خريطة وأهداف زمنية في القراءة.
وعلى كل حال الكتاب يبدأ مع الترويسة والإهداء اللطيف من الكاتب ثم المقدمة مباشرة التي جاءت جميلة وافية معبرة إجمالا عن الكتاب والفكرة منه والحقيقة أن المقدمة كانت جزلة ومتعمقة في التفاصيل وقد راقت لي كثيرا وعن نفسي وددت لو أستطال الكاتب في الشرح والتعبير والحديث عن الأفكار الملهمة له وأدوات الاعتبار لديه المستخدمة في الكتابة والنظر في التاريخ الأندلسي.
وبعد ذلك تطرق الكاتب مباشرة إلى عرض تحفته ومقصده والتي كانت عبارة عن قصاصات سريعة وطلقات أو ومضات من حياة كل شاعرة بداية من العصر الأموي إلى دولة الموحدين.
هناك مجهود ملحوظ في جمع هذا الكتاب وعن نفسي تعرفت على الكثير من الشعراء غير المعلومين عندي وقد أستمتعت حقا بالتعرف عليهن وقد تركت الكتاب كثيرا من أجل البحث عن المزيد من المعلومات عن الشاعرات اللواتي قد رقن لي.
يمكن القول أن الوجبة التي قد منحها لي الكاتب هنا كانت غير مشبعة لي بل وربما يمكن أن نعتبرها مقبلات قد تلهب الحماسة لديك للمزيد من البحث.
لا يمكن إنكار متعتي في قراءة الأشعار وبعض الموشحات الأندلسية الرائعة التي رافقت الكتاب والتي كانت عظيمة بحق ومنها
"ليالي سعد، لا يخاف على الهوى عتاب، ولا يخشى على الوصل هجران.
ويسطو بنا لهوّ فنعتنق المُنى، كما اعتنقت في سطوة الريح أفنان."
من شعر الغسانية البجانية وغيرها من الأشعار التي راقت لي وخاصة حفصة الركونية والولادة بنت المستكفي وهن من أعطى لهن الكاتب وأفرد في الصفحات، لكنه قد ترك كثيرا عن أخريات كنت أود المزيد عنهن مثل قسمونة وبنت الحاج وغيرها.
وأخيرا بخصوص السلبيات التي أزعجتني في هذا الكتاب فهو وجود بعض الأخطاء الإملائية وهناك بعض الصفحات سيئة الطباعة بالإضافة إلى فقرة كاملة مكررة جاءت في غير موضعها في الجزء الخاص بـ حفصة الركونية وهو ما يدل على مشكلة في المراجعة والتدقيق والتنسيق والتي كانت ملحوظة في جزء العبادية جارية المعتضد.
وإجمالا لقد كانت التجربة جميلة ومفيدة لي وأنصح بالكتاب وبشدة لكل من يحب الشعر والأدب وأراد التعرف بصورة جامعة سريعة على تاريخ شاعرات الأندلس دون تفاصيل.
#أحمدمجدي