الراجل ده فيه حاجه لله

هكذا نقول عن من تتحقق أحلامه و ان قلت. فإن كثر ذلك و اشتهر به فإننا نعده من أولياء الله الصالحين.

بعض الناس لا يحلمون مطلقا او لا يتذكرون احلامهم ما ان يستيقظوا غالبا مثلي انا. و لذلك ان تذكروا حلما ما فإنه يكون لديهم ذا مغذى و قد يتعلقون به ما بقيت لهم حياة و ما عاشت لهم ذاكرة.

كان أبي كلما نالم حلم و كلما حلم أفاق من حلمه فقصه علينا بتفاصيل دقيقة و كأنه فيلما سينمائيا به كل عناصر القصة من أحداث مترابطة و تشويق و إثارة رغم أنه كان في واقع حياته العادية ليس معدودا من ذوي الخيال الخصب أو القدرة على التأليف أو حتى فتح المواضيع و تجاذب أطراف الحديث. و كان يبدأ قص حلمه بقوله: رأيت اليوم رؤية … فقد كان لديه يقينا راسخا أن ما يراه هو رؤية و إلهام و انها واقعة لا محالة سواء تم تفسيرها أم لم تفسر.

و قد رُي عن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ أَوَّلُ مَا بدِئَ بِهِ رَسُولُ الله ﷺ مِنَ الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِي النَّوْمِ . فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ.

و في الحديث الآخر: روى البخاري (6989) من حديث أبي سعيد ، ومسلم (2263) من حديث أبي هريرة

عَنْ رَسُول اللَّهِ ﷺ : ( الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ ) .

و بالرغم من أن أبي كان رجلا عاديا يصيب و يخطيء و يذنب و يتوب مثل عم أحمد السماك إلا أن رؤاه كانت غالبا تتحقق على الوجه الذي تنبري أمي سريعا بتفسيره و ان طال أمد التحقق أو قصر.

يبدع العم شلبي هنا ثلاثة و عشرين قصة هي أحلام رآها عم أحمد السماك على مدار حياته و تفسرت في الواقع لتحكي لنا تلك الحكاية اللذيذة التي و ان كانت قصصا منفصلة إلا أنها حملت لنا حياة كامله لإنسان بسيط نرى مثله كثيرا في تعاملاتنا اليومية و بيننا و بين تلك الحياة التي يحياها غلالة لا تكشفها لنا إلا تلك الروايات البديعة.