طبعا مش صدفة نبدأ في قراءة رواية تاريخية تتناول الشدة المستنصرية في الفترة دي.
ونبدأ المراجعة مع الغلاف الأحمر القاني الدموي المعبر والموضوع على صورة من مصر الفاطمية وكلمة الظهر اللي كانت حلوة وملحمية عن المعاناة والصمود والإصرار.
وتبدأ الرواية على مشارف قضاء غزة رمز العزة في مشهد افتتاحي سينمائي كعادة الكاتب للتعريف بالبيئة المحيطة في سرد رائع ونبدأ بعدها قراءة مذكرات الشاب حسن الدمشقي وحياته في مصر المحروسة قبل بداية الكارثة وفي أثناء الشدة.
وخلينا نتكلم شوية عن اللغة في الرواية وهي كانت لغة عربية فصحى بسيطة رائعة راقية معبرة بطلاقة عن الأحداث.
لا شك أن لغة الكاتب مؤثرة ومعبرة وهي نقطة إيجابية في الرواية لكن عندي هنا ملاحظة وهي إن معظم أحداث الرواية من المفترض أنها من واقع مذكرات البطل ما عدا فصل البداية والنهاية لكن اللغة كانت مصرية جدا مش لغة الشوام والعراقيين وخاصة وإن البطل دمشقي جاء للدراسة والتتلمذ في مصر، كان من المتوقع أو كنت أتمنى أن أجد لغة عربية ذات طبيعة شامية في سرد الأحداث.
لكن أكيد النقطة دي أو الملحوظة دي مش مؤثرة خالص في متعة القراءة خاصة عند معظم القراء من غير المتخصصين.
الحوار والسرد طبيعي أنه كان بالعربية الفصحى البسيطة القريبة من خيال القارئ وخصوصا وإن الكاتب كان قادر يضرب على الخيال بطريقة استعراض الأثر ببراعة عشان يرسم القارئ بنفسه المشهد بالكامل.
أما عن الشخصيات فخلوني اقول إن مفيش شخصية مرسومة وحش كل الشخصيات حقيقية جدا تحبها وتتعاطف معاها وتكرهها في نفس الوقت حتى البطل كان في أوقات كتير إنسان طبيعي له عيوب وله ميزات وله أخطاء تبقى عايز تولع فيه بسببها.
أكيد حبيت مريمة جدا وبالنسبة ليا كانت بطل الرواية.
اسم الرواية "ابق حيا" كان حاضر بقوة طوال فصول العمل ودروس الحياة كانت في كل صفحة يمكن مع شوية مبالغة في النصح والإرشاد والتوعية.
ومن هنا تعالوا نتكلم عن الفكرة في الرواية وعندنا هنا أكتر من فكرة وأكتر من رسالة بعضها كان واضح والبعض الآخر كان ملموس ومحسوس من خلال الاسقاط الرمزي وتغيرات أو تطورات الشخصيات.
واحدة من احلى المميزات في الرواية هي المعايشة مع الشدة المستنصرية والمشاهد اللي كانت مرسومة بحرفية وعجبني جدا طريقة تعامل الكاتب مع المعلومات التاريخية من غير تحريفها.
وكمان من أحلى ميزات الرواية هي أنها مناسبة جدا للوقت ده خصوصا مع الأحداث اللي عايشين فيها وبنشوفها على الشاشات والتأكيد على أن رسالة رواية ابق حيا هي أن تبقى انسان.
طبعا الرواية حلوة اوى اوى وانصح بها بشدة.
#أحمدمجدي