هذه المرة نحن على موعد مع كاتب من المملكة الأردنية الهاشمية فاز بالمركز الثاني للمسابقة الخاصة التى نظمتها روايات مصرية لفرع الرواية.
على مدار ثلاثة أيام استغرقتها فى قراءة هذا العمل الطويل والحمد لله لم يذهب الوقت سدى ، إليكم رأيي الشخصي عنها.
رواية تنتمي لأدب الفانتازيا / الرعب مكتوبة بحرفية شديدة فاجأتنى شخصياً لعدة أسباب:
١. تصنيف العمل:
هل نحن بصدد رواية أم مجموعة قصصية ؟ فى الحقيقة كِلا النوعين حاضرين بكامل عناصرهم. على صعيد الرواية: حبكة ، سرد ، حوار ، شخصيات ، نهاية. على صعيد مجموعة قصصية: ٦ حكايات متصلة برابط واحد مع نهاية جامعة وخاتمة.
٢. أسلوب الكتابة:
أنت على موعد مع أسلوب ذو وجهين. أسلوب غربي كمنهج أدبي وفى نفس الوقت شرقي الهوى والميول والأصالة. احذف اسم الكاتب ، ستقول أنها رواية أجنبية مترجمة. إقرأ الأحداث تجدها شرقية عربية أصيلة.
٣. الحبكة والسرد:
المفاجأة الأكبر كانت هى عنصر الحبكة. أزعم أني قرأت الكثير والكثير من روايات الفانتازيا لكن لم يقع تحت يدي فكرة وحبكة بهذا الشكل.
وبالنسبة للسرد: سلاسة ، رشاقة ، كوميديا الموقف والحوار ، انتقال من نقطة إلى التى تليها بشكل مبهر وجديد تماماً.
٤. الكاتب ابن بيئته:
الكاتب أردني الجنسية استعان بكل مفردات وتاريخ بلده ، بل ومصطلحات شعبية خاصة بالشعب الأردني والتى حسناً فعلت لجنة التحرير بتركها كما هي مع وضع تفسير فى الهوامش السفلية للصفحات للحفاظ على أصالة النص وعدم المساس به.
٥. الفانتازيا:
أفكار طازجة وأصلية فى كل القصص بلا استثناء مشبعة بالتاريخ والثقافة العربية. مثلاً ستخوض رحلة إلى البتراء ، اليمن ، ستعود بالزمن إلى عصر انسان الكهف !!! وغيرها من الاحداث المثيرة جداً التى لن اكشف عنها بكل تأكيد.
٦. النهاية:
ماذا من المفترض أن أقول ؟ بالطبع أنت على موعد مع نهاية تليق بكل ما سبق. لا غبار عليها أبداً.
ختاماً:
أهم عنصر تتميز به هذه الرواية هو الأصالة. هذا هو سر فوزها فى المسابقة بكل تأكيد. هى بمثابة قطعة ماس ثمينة تحتاج لعين خبيرة كى تلتقطها من وسط التربة الأدبية التى تعج بالمتشابهات والمستنسخات والمكررات الرخيصة.
والحمد لله أننا فزنا بكاتب جديد ذو بصمة أدبية متميزة ومختلفة جداً جداً.
أنتظر منه المزيد لكي اتأكد أكثر وأكثر من صحة وجهة نظري.