قد تبدو رواية الهدنة لمن يقرأها بالبداية أنها رواية لا تحمل مما تقدمه الكثير، وفي الحقيقة كان هذا رأيي وكان كل ما أنتظره لحظة ولادة شغف إكمال قراءة النص بداخلي... لا أخفي أن الانتظار طال لفترة طويلة مقارنة بحجم الرواية... ولكن ما ساعدني على تحمل رحلة قراءة هذه الرواية، أولاً: المديح الهائل الذي حظيت به الرواية. هذا المديح دفعني بطبيعة الحال على الصبر والتأن بعدم إصدار أي رأيي حتى انتهي من الرواية. الأمر الآخر، هي لغة الرواية، وهذا بالضبط أهم ما شدني، لغة بسيطة وسهلة ولكنها بذات الوقت شاعرية ممزوجة بعمق ودراية، تحمل بداخلها الكثير من العبارات والحكم التي توصّف الكثير مما نمر به. كذلك الفلسفة التي تختزنها الرواية، مجرد أن تقرأ العنوان وأنت في تساءل حول دلالة العنوان وماهيته وإلى الدخول بالرواية حتى تكتشف المكمن والسر الذي تقدمه الرواية، هذه الفلسفة هي فلسفة حياة، ومن هنا بظني هو ما جعل الرواية تعيش كل هذا الوقت.