في أوقات الشِدة وحلول نكبات الدهر بثقلها علي النفوس يلوذ كل شخص بدينة، يقبض عليه كما يقبض علي الجمر، مُتحصناً بآيات الله ووعده ووعيده التي لولاهم لشطحت العقول وأُغلقت القلوب وسقط عن الناس إيمانهم ودينهم من هول ما هم فيه من ابتلاء وُصِفَ في القرآن الكريم بالزلزلة في غير موضع.
كل هذا ينطبق علي ما يحدث اليوم في أهلنا وذوينا علي مرأي ومسمع من الجميع في العالم كله، ورغم أن كل شيء ببشاعته تنقله الفضائيات وتتداولة وسائل التواصل الاجتماعي لكن بالنهاية لا يحدث شيء يوقف هذا السيل من الأرواح التي تُعانق السماء يومياً.
في هذه الأوقات الأكثر استضعافاً يتنكّر المسلم لأخيه، يغضب، لكن ما باليد حيلة غير التمسك بوعد الله بزوال الأعداء وهلاكهم مهما بلغ سلطانهم.
للقرآن الكريم خصوصية كبيرة وطريقة خاصة في تفسير آياتة، غير أن هذا التفسير يُمكن أن يختلف فيه غير واحد من أصحاب الرأي والعلماء، من هُنا تعرض الكاتبة أن تناول آيات سورة الإسراء التي تتحدث عن فساد اليهود ليس موقوفاً علي عهد الرسالة الذي زامن نزولها، وأنّ عدداً من المُفسرين قاس الآيات علي إفسادهم الحالي في فلسطين.
من بين هؤلاء المُفسرين الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي تستحضر الكاتبة تفسيرة الجمعي والكُلي لآيات سورة الإسراء، والذي يقول عنها أيضاً أنّ { لتفسدن في الأرض مرتين } كانت الأولي في عهد سيدنا رسول الله وأمّا الثانية فهي ما يحدث الآن.
ولم يكن من الممكن المرور علي اليهود والآيات التي تتحدث عنهم دون الرجوع لأصل الصراع مع أصحاب الدعوة الأولي والذين نقض اليهود معهم عهودهم وكانوا دوماً شوكة في ظهر المسلمين أينما حلّوا.
تُستكمل تفسيرات الشيخ الشعراوي حول آيات سورة الإسراء إما بشكل موضوعي جمعي شامل، وإما بشكل تدقيقي نحو وتفصيلي علي حسب الآيه، إلي أن نصل إلي نصّ البشارة، موعود الله العظيم الذي لا يخلف وعده بأن يُحرر الأقصي ويُنزع بالحق من أيدي اليهود المُغتصبين.
في الأخير تعرض الكاتبة جزئية علمية بحثية للتشابه الشكلي الحقيقي بين الكعبه والمسجد الأقصى.
كتاب مُبشِر خفيف نحتاج إليه في هذا الوقت تحديداً، يمكن أنّه لا يحتوي علي الكثير من الآراء ويحمل رأياً واحداً ولكن إن اختلفت التفسيرات فالقرآن واضح وصريح ومفهوم بأصل معانية ومُرادفات كلماته.
مازلنا ننتظر بشارة الله ونحن علي يقين بأنه صاحب المُلك فعّالٌ لما يريد.