هذا الكتاب أنار بصيرتي فيما يخص كثير من الجوانب في السيرة النبوية الشريفة.. كا في اعتقادي أنه كتاب يعرض السيرة كحكاية - وهذا جيد- ولكن وجدت عرضا للسيرة بطريقة تحليلية منظمة ومنطقية أصلحت الكثير من الأفكار الخاطئة والأشياء المتوارثة وتنسب إلي سيرته ﷺ ولكنها غير صحيحة ولم يثبت لها سند وحتى غير منطقية..

أعجبني تركيز الكاتب على كونه ﷺ بشرًا مثلنا - نحن نعلم ذلك بالتأكيد ولكن أعتقد أننا غير مدركين له - بالتأكيد هو أكمل البشر وأفضل الخلق ولكنه لا يزال بشرًا تغلبه مشاعر كأي إنسان مشاعر الحزن والغضب والحسرة والفقد والخوف أحيانا.. وأعتقد ان في هذا تقريب لصورة النبي ﷺ أكثر إلى قلوبنا.

الكتاب يبدأ ببداية تاريخ مكة كمدينة لها قواعد حتى من قبل ميلاده ﷺ وجود القبائل والحلفاء بمعني أصح وضع (الفرشة) التاريخية لمكة قبل ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. وتعرض طبعا لنسبه وميلاده ورحله يُتمه ﷺ وزواجه من السيدة الخديجة ودورها في حياته رضي الله عنها وأرضاها - وهو من الفصول المفضلة بالنسبة إلي- مروروا بنزول الوحي وماتلقاه من أذى قريش على مدار ١٠ سنوات إلى أن أذن الله له بالهجرة وينتهي الكتاب بهجرة النبى ووصوله إلى يثرب.. ف رأيي هكذا يرسخ بداخل عقولنا ان السيرة فعلا ما زالت مستمرة.. وأن رسولنا الكريم ما زال في المدينة ينشر دعوة الإسلام ويتعرض للتحديات ويعلمنا ونتعلم منه.

الكتاب يركز على

-التحليل والنقد لكل خطوة من خطوات السيرة.. وما أقصده بالنقد هو إستبعاد غير المنطقي والذي لم يثبت سنده من ذاكرتنا.

-التركيز وتخيل ما مر به رسولنا الكريم ﷺ على مستوى العاطفة بجانب الجوانب الأخرى المعروفة لنا.. حزنه ومعاناته وما الذي نعتقد أنه شعر وفكر به.

-دعوة لنا للتفكير في أحداث السيرة والتفكر بها وتتبع أحداثها وأن نزنها بعقولنا حتى نتمكن من التفاعل مع السيرة بطريقة سليمة. او كما يقول الكاتب..

❞ ثمة عنكبوت وحمامة في أذهاننا نحن على مدخل كل مفصل من مفاصل سيرته عليه الصلاة والسلام، تمنعنا من الدخول والتعمق والتفحص.. تمنعنا من إعادة النظر وإعادة الفهم والربط والتحليل. ولا يجب أن يكون عنكبوت وحمامة.. على مدخل عقولنا، بينما هي تتفاعل مع السيرة… ❝

كتاب أكثر من رائع.. يُقرأ على مهل.. كانت قراءته طوال شهر رمضان خير رفيق ♥️