يبدو أن النجاح العريض الذى حققته
مذكرات " سيدنى سميث “
مؤسس الطب الشرعى فى مصر
والتى صدرت فى كتاب أعده وترجمه
الكاتب والمترجم ” مصطفى عبيد “، فضلا عن نجاح
المجموعة القصصية الشيقة ” أصدقائى الموتى شكرا “
بجزئيها للطبيب الشرعى د. محمد جاب الله
فتح شهية الأطباء الشرعيين وحمسهم على مشاركتنا
قصصهم وخلفية قضاياها المثيرة، هذا النوع الخاص
جدا من " الطب “ والذى يقف فيه الطبيب الشرعى
وجها لوجه أمام سر مقدس ألا وهو ” الموت “
ويعد هذا الكتاب أحدث حبات عنقود الكتابة من
داخل جدران " المشرحة “ بقلم الطبيبة الشرعية
د. سمرعبد العظيم
نعلم قطعا أن أصل الأنسان عودته إلى التراب وإكرام
الجسد دفنه، وانما إحالة جثمانه للطب الشرعى
يعد استثناءا طارئا يتم فقط فى حالة
إذا كان ثمة شواهد لشبهة جنائية أدت إلى وفاته
لكن ذلك الجسد المتيبس الخالى من الحياه
والذى غادرته الروح، هل قادر حقا _ بطريقة ما _ أن يهمس
فى أذن الطبيب الشرعى ويوحى له بحقيقة وفاته؟!
أم أن خبرة الطبيب الشرعى وغريزة ممارساته الطبية والتشريحية جعلت حواسه أكثر رهافة
وأعمق فهما لطبيعة شواهد جسد الميت
وبالتالى يستطيع تأكيد الشبهة الجنائية
فى وفاته من عدمها ؟!
هذا ما نحاول أن نفهمه عبر صفحات ذلك الكتاب الشيق
الذى يفتح ملفات قضايا ضحاياها تم التعامل
مع جثمانهم تشريحيا لمعرفة سبب الوفاه
لاتخافوا ولكن احذروا، فالراوى هنا هو الميت ذاته