رواية ماريو وأبو العباس
تكتب الكاتبة ريم بسيوني روايات جميلة ولكنها طويلة ولذلك فأنا اتراجع في كل مرة عن رواياتها مع انهم يحتلون حيز كبير من مكتبتي!
تشجعت اليوم وبدأت في روايتها الأخيرة وأنا أدعو الله أن يهون قراءتها عليا :)
بداية الرواية هادئة وتقودنا بروية وهدوء لنتعرف على شخصيات الرواية والأحداث التي مروا بها - ومن البداية عرفت أنها رواية تتحدث عن سيرة المرسي أبو العباس صاحب المسجد الشهير في الاسكندرية - ومن الكلمات والأسلوب علمت أنها رواية تدور في فلك الصوفية وشيوخها وأفكارها!
لن أتحدث عن الخلفية الدينية والتصوف هنا فهذا ليس موضوعي مع أنني رأيته مبالغاً فيه وقد جعلت الكاتبة الشيخ كأنه قديس لا يخطيء وكأنه معصوم وهي مبالغة المتصوفين وأصحاب الطرائق!
لذلك سيكون تقييمي عن الرواية نفسها: قصتها أسلوبها والتعبيرات فيها - وهي والحق يقال رواية متواضعة ليست بقوة الروايات التي سبقتها للكاتبة - بل وإنني شعرت ببعض الملل في المنتصف ولكنني أكملتها لسلاسة الأسلوب وجمال الكلمات مع قلة الأحداث! الرواية ليست دسمة كما تعودنا من قبل!
استخدمت الكاتبة اسلوب لطيف لتقص الأحداث من ألسنة أبطال الرواية وكأنهم يقصونها على مستمعيهم!
اقتباسات
"الاقتراب لا يعني قط الوصول"
"ما أسهل خوض الطريق بسرعة ثم التعثر سنوات! لتتأكد من عدتك قبل السير يا أحمد."
"كل يوم تدفع بنا الحياة لموجة جديدة فتتبدى لنا النفس أكثر، وفي مواجهة الأمواج تترك نفسك لتطفو. لا تظن أنها قادرة على المواجهة بدونه. اسجد حينها حبًّا وليس خوفًا."
"عندما يغيب وطن الطفولة لا بد من بناء أركان في الذاكرة، زوايا لأماكن خاصة بك وحدك حكرًا عليك دون البشر "
"اعلم يا أخي أن الزاهد جاء من الدنيا إلى الآخرة، والعارف جاء من الآخرة إلى الدنيا. الزاهد غريب في الدنيا لأن الآخرة وطنه، والعارف غريب في الآخرة لأنه عند الله. كان هدفي أن أتخذ إلى الله سبيلًا ولكنني لم أعد آبه بجنة ولا نار."
#فريديات