يتميز "بلال فضل" - من خلال متابعتي لجميع كتبه ومقالاته وحواراته... الخ - بحبه لثلاثة أشياء؛ قراءة الكتب بإدمان، وكتابة السيناريو، وقلمه اللاذع الساخر الذي يجعل ضحكات القراء مخلوطة بالجراح. وهو في هذا الكتاب جمع بين الحسنيين الأولى والثالثة.
يعرض فضل في كتابه - من خلال العديد من المقالات التي نشرها سابقًا على صفحات الجرائد - لبعض أحب الكتب إلى قلبه، وأكثرها تأثيرًا في نفسه، وأغلاها قدراً في التذكير بحالنا في المجتمع المصري وما شابهه عند أقوام وأمم شتى. وهو هنا يستحثك لمحاولة قراءة تلك الكتب والانتفاع بما فيها من فائدة، وذلك عن طريق اختياره لأهم ما فيها وعرضه بأسلوبه الساخر ودمج ذلك كله بواقعنا المزري الذي نتقدم فيه من بلاعة إلى أخرى.
وبالرغم من إعجابي وتقديري لجميع كتب فضل السابقة، إلا أن هذا الكتاب - بالنسبة لي - يُعد دُرة الميزان، والذي إن قرأته واستفدت بما أورده فيه، وقرأت ما رشحه لك، فأعلم أنك ستتغير من حال إلى حال أو هكذا أزعم.
وكانت أقرب مقالات الكتاب إلى قلبي بعنوان "لكي لا تنسانا الكتب".