#مسابقة_ريفيوهات_فيلا_القاضي
ڤيلا القاضي | عمرو دنقل.
دار النشر: دار إشراقة.
عدد الصفحات: ١٩٢ صفحة.
التقييم: ٥/٤ نجوم.
أَتعلم أن الحكاية تختلفُ من رؤيةِ شخصٍ لآخر.
هَل سمعتم يومًا إحدى تِلك الحكايات.. تلك التي حينما يختلف جمعٌ من الناسِ في أمرٍ، يَذهبون جميعًا إلى قَاضي المدينة أو البَلدة ليحكُم بَينهم.
أولَ شيء يَفعله القاضي، هو أنّه يقوم بِسؤالهِم عمّا حدث؟ فَـ يستمع لـذات العُقدَة مِن جميع الشُخوص المَعنيين.
أتعرف لِماذا يَفعلُ ذلك؟ لأنّه حينما نَسمعُ الحِكاية ذاتها، مِن المؤكد أنّ هناك أمورًا ثابتة، ولكن.. حينما يُخطىء أحدهِم في الثَابت، تَنفك العُقدَة.
في 'ڤيلا القاضي' كانَ هناك عُقدَة، ولكن لم يكُن هناك قاضٍ ليحكُم، فقد تولى النَاس ذلك العَمل، بل وأصدروا الأحكام دونَ حتى الإستماع لكلِ المَعنيين، إكتفوا فقط بِما رأتُه أعينهُم، ومِن هنا ينفذ حكُم الجلاد.
عَزيزي قارئ المُراجعة،
هذا عملٌ أدبيّ بِلا أبَطال، وبِلا ضَحايا..
إنَّ أولِ شيء نوجِه له أنظارِنا حينما نقرأُ روايةٍ ما إجابةُ سؤال: 'من هو بطلُ هذا العَمل؟'
ولكن ماذا لو كَانت الرِواية تَخلو مِن الأبطال..؟
عدم وجودِ بطل بالتأكيد سيؤدي إلى تَكاثُر الضَحايا، لكن.. مَاذا لو أخبرتُك أنّ هاتهِ الرواية خَلت مِنهم كذلك.
ماذا..؟ تشعُر بالضياع، أليس كذلك؟
هذا مَا حدثَ تمامًا في جميع الشُخوص المَعنيين بِـرواية ڤيلا القاضي، جَميعهُم ضائعين.
بدأً بـ خللٌ في النشأ، ووالدين يبحثانِ عنِ أي طوقِ نجاة، لـيُلقين فيهِ إبنتهم، ويعودَ كلًا مِنهم لحياتِه، فـ هَوت 'سامية المهدي' في طوقِ نجاةٍ مثقوب مُتمثلًا في 'سعيد القاضي'.
فـأبت أن تستسلمَ للضياعِ وحدِها، وجرّت معَها كل ما يُمكن أن تطوله يداها.
إمرأةٌ تتظاهر بأنّها لا تغرق، ولكنّ مَن يدقق النظر سيلحظ ذاك الثقب الذي أغرقها بِالفعل.
في المِتاهة ستجدُ إمرأةً أُخرى، قد تعتقدُها ضحيّة، ولكن خطواتِها مَنعت عنها ذلكَ اللقب.
أنّهت الإعدادية، ثم ألقاها والدُها في مركبُ نجاة مع آخرين، إعتقدت أنّها بلا خيارات، أن تستسلم وتُعطي كِتاباتُها لأُخرى، بدلًا مِن أن ترفُض كانَت تلكَ هي أولِ خطوةٍ أخذتها لتضع قدمِها في البحر.
تستسلم أكثر حينَ مرضت إبنتُها، ونسّت كل شيء، وصلّت لـ "رب" العمل، فـ تركت المركب، وغرِقت رغم إستطاعتِها السباحة.
إن نظرت مِن أعلى ستجدُ شابًا يتوسط جمعٌ مِن العقارب، ولكنُه لا يراهُم، أنتَ فقط مَن تراهُم.
"كريم" الجَاهل، وليسَ 'كريم البيضا'، ولا 'كريم محمد عبد الكريم' الذي عَاش في الجَبل مَع المَطاريد.
هو 'كريم الجَاهل' والذي إستسلم لِـجهلِه في كلِ مرة تكونَ هناك دلالةٌ على وجودِ العقارب، لكنُه إختار أن يتجاهلُها فَحسب.
وفي مُنتصفِ المتاهة، يقفُ 'رجب عودة'، هو يعرفُ الطريق للخروج، ولكنّه أبَى أن يغادر دونَ أن يحاول.
وسأكتفي بِهذا عنه، دونَ أن أتطرّق لـ "سعيد القاضي"، والذي إن دققت النظر ستعرف ما دورُه.
نحنُ لا نَعيش في مجتمعٍ مثاليًا، ولا السَّحابة الورديّة تُظللُه، فَمهما بَدا إحتمالًا بأن تكونَ النهاية سعيدة، لن تكون، وهذا ما أبَى أن يراه.
داخل متاهةً إجتماعيّة، تظللُها سُحبٌ سياسيّة، سيأخذك الكَاتب 'عمرو دنقل' في حكايةٍ مختلفة، قد تعتقد أنّك ستسمع ذاتَ الشيء مرارًا، ولكنّ الحكايا تختلفُ حسب الراوي، لـتُفاجأ بنهايةٍ تجعل أعيُنك تدمع، وتؤكدُ لك أنّ اللون الوردي مجردُ لون يختارُه البالغين لتلوين حوائط غرف أطفالهِم فحسب، ولن يتعدى ذلك.
رغم أن اللغة الفصحى تطغى على جميع فصولِ الرواية بلغةٍ سردية جيدة، ولكن بِطريقةٍ ما دومًا شعرت أن السرد يختلفُ بإختلاف الراوٍ، فـ بالنهاية كانت "مديحة الوراق" تكتُب بإسم "سامية المهدي"، أمّا عن "كريم" فـ هو لم يتعلم..
قَد سحبتُ نصفِ نجمة لِـشعوري بالملل في الجزءِ الأول مِنه، والنصفُ نجمة الأخرى لعدم إعجابي بِطريقة العَرض كثيرًا.
أخيرًا، إن كُنت تبحث عن رواية إجتماعية، سياسيّة، واقعية، تَعكس صورةُ الحاضر، فـهذا هو العَمل المَنشود.
❞ كنّا نتشارك نفسَ الألم وهذا كافٍ جدًّا، ستعرف قدرَ ما أنتَ فيه من بؤسٍ عندما يكون هناك مَن يشاركك نفسَ المصير وتفقده. ❝
#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚