رواية فيلا القاضي _ عمرو دنقل

دار اشراقة

قراءة الكترونية علي تطبيق ابجد

قرات للمؤلف من قبل " نادي الأربعين " وعحبتني لذا كنت متحمسة لهذه الرواية ولم تخيب ظني ابداً

" فيلا القاضي هي نموذج مصغر لحياتنا "

البداية بانوراما سريعة عن سامية المهدي الشخصية الرئيسية التي تدور حولها الرواية حياتها قبل زواجها ب سعيد القاضي وبعد أن تزوجته وانجبت وأصبحت امرأة في منتصف العمر

فيلا القاضي كأنها نموذج مصغر للحياة بكل طبقاته ومتغيراته, بكل افكاره وتشعباته وطوائفه

سامية المهدي التي تعلمت فن الصمت واستمعت لقولهم " ضل راجل ولا ضل حيطة" لكن الحيطة اطبقت عليها بنزوات زوجها المتكررة التي تضرب اذانها طوال الوقت. لكن ماذا تفعل ؟!ِ

هربت من كل هذا بالقراءة والكتابة وحضور الندوات الثقافية واحتكاكها بالوسط الثقافي

تنتظر ليالي فيلا القاضي التي يجتمع فيها زوجها مع اصدقاؤه ليتحدثوا في كل شيء, هذه الليالي هي سلواها

*سامية المهدي نموذج للطبقية حتي لو بشكل منمق, اتخاذها لـ مديحة الوراق وصيفة لها ومعاملتها بشكل لائق عطوف لكن في أول فرصة تفوقت فيها مديحة ظهرت طبقية سامية بقولها " هي خادمتي " في كناية للفروق الاجتماعية والتعالي الطبقي حتي ولو هذه الخادمة مثقفة اكثر منها!

*مديحة الرواق هي ابنة سائق سعيد القاضي زوجها والذي أتي بها لتسليتها , اكتشفت سامية شغف مديحة بالقراءة فقربتها منها واعجبت بها لكنها في نفس الوقت كانت تغار منها , عندما اكتشفت سامية قدرة مديحة علي الكتابة استغلتها في الكتابة باسمها في الصحف لتشتهر اكثر واكثر, ولا اعتراض من مديجة فهي بحاجة لنقود سامية في محاولة للهروب من واقعها المضني ثم محاولة علاج ابنتها مريضة القلب

*سعيد القاضي كليشية نعرفه جيدا مزيح "القوة_النفوذ _ المال_ السلطة" , لكن هل تستمر هذا الأشياء أم أن هناك وقت ما لزوال السلطة والنفوذ وكل شيء

*رجب عودة المفكر والكاتب الذي يحارب طواحين الهواء وحده

*كريم البيضا زوج مديحة الوراق والذي يمثل الطبقة البسيطة المنساقة وراء الأوهام دائماً

*سامية المهدي الثرية التي تبحث عن الإثارة في شوارع قذرة وأُناس فقراء لتسمع كلمات الإطراء والغزل الوقح لترضي رغباتها المحرومة

_سعيد القاضي النائب المعروف ذو الحياة المستقرة علي السطح والغارقة في النجاسة بعيدة عن أعين الناس

_مديحة الوراق التي تحاول الهروب من قدرها لتقع في براثن من لا يرحم سواء سامية المهدي او سعيد القاضي أو زوجها كريم البيضا وتنظيم الاخوان

& تعالج الرواية عدة قضايا مهمة من خلال عدة اسقاطات, اشارات لـ مشروع مكتبة الأسرة والقراءة للجميع , اشارة لـ التعصب الفكري ورفض الحوار , الإغتيالات الفكرية , تنظيم الإخوان

_مشهد مديحة في مكتب سعيد القاضي في محاولة منها لإنقاذ ابنتها حتي ولو بتسليم جسدها ل سعيد كان مشهد رائع وحسيت كأن الكاتب بينتصر لمديحة بدخول سامية قبل وقوع المحظور انتصاراً للفقراء وقليلي الحيلة

محاولة مديحة لتحذير رجب عودة من مخطط الإعتقال كأن الكاتب بيقول انك مهما حاولت انك تهرب من قدرك مش هتقدر

النهاية مفتوحة وجميلة

حبيت الرواية وعطيتها اربع نجوم علي ابجد

# اقتباسات

" لم لا يكون للإثمِ علامةٌ على أوْجه الرجال؟ حتى آثار الخطيئة تظهر في أحشائنا ولا تقترب منهم."

" يظلُّ صغارُ الفقراء أثرياءَ بجهلهم حتى يكبروا ويدركوا حقيقةَ الأمر"

" تعلمتُ فنَّ الصمت، وقنعتُ بما يقول الرعاعُ مِن حولي (ضلّ راجل ولا ضلّ حيطة)، وأتقنَ زوجي- بدوره- تأديةَ دوْر الحيطة ببراعة، فررتُ منه إلى المعرفة والاطِّلاع، وشرعتُ في الكتابة "

" الحقيقة أني ساعدتُّه بشكلٍ ما على إقناعي، ببساطة كنتُ أخشى الوصولَ إلى اليقين، آثرت المكوث في دائرةِ الشَّك،

رحاب صالح