#مسابقة_ريفيوهات_فيلا_القاضي
"عن رواية ڤيلا القاضي لعمرو دنقل"
اسم العمل: ڤيلا القاضي
العنوان الفرعي: لا يوجد.
اسم الكاتب: عمرو القاضي.
نوع العمل: رواية.
تصميم الغُلاف: غير معروف.
تدقيق لُغويّ: مُدقَّق جيدًا.
اللّغة: العربيّة.
نوع الرَّاوي: راوي متكلم.
عدد الصفحات: ١٤٦ صفحة.
**************
_نبذة عن العمل "ملخصه":
يدور حول "سعيد القاضي" أحد المسؤولين السياسيين الذين يسيرون مع التيار حسب ما يلائم أهواءهم ومصالحهم الشخصية، والذي تزوج من الدكتورة "سامية المهدي" تلبيةً للمظهر المطلوب للصورة العامة للرجل السياسي، والتي بدورها لم تكترث عند اختيارها إياه شريك حياة إلا للمظاهر!
ومن ناحية أخرى؛ تظهر "مديحة الوراق" الجندي المجهول خلف نجاح سامية المهدي وسطوع نجمها، والتي عانت على مدار حياتها من البداية، وحتى نهاية العمل، والذي لمحت قرب نهايتها معه!
تتوالي الأحداث في إطار سياسي غامض يشوبه الحزن الذي كان شبه مسيطر على الأجواء عبر صفحات العمل من بدايته وصولًا إلى نهايته، وقد ناقش الكاتب في روايته قضايا أبدع في تسليط الضوء عليها بإسقاط متمكن!
***************
_الاسم:
اسم عبر عن محتوى الرواية بشكل ما، لكنه بالنسبة لي كان محوريًا بعض الشيء؛ فقد دارت الأحداث خارج "ڤيلا القاضي" كما داخله؛ بنفس القدر المؤثر.
**************
_الغلاف:
كان مناسبًا للعمل إلى حد كبير، لكن اندثار صورة "الڤيلا" وإن كان مدلوله الظلمات وليس الظلام إلا أنه كان مبالغا فيه؛ حيث لم أنتبه لوجودها إلا بعد تنبيه أحد الأصدقاء، كل ما رأيته كان القلم الذي عبر عن السياسة التي هي لب العمل..
ومن هنا.. قررت تصميم غلاف آخر من وجهة نظري أرفقته بمراجعتي تلك؛ أُظهر فيه تقيُّد جميع شخصياته بما هو ضد رغباتهم وليس شخصية "سعيد" فقط، وسعيهم إلى السلطة، والتي لا تنحصر من وجهة نظري في كونها مكانة سياسية لا غير!
تصميمي ليس الأفضل، وربما ليس جيدًا لفقداني شغف التصميم في الآونة الأخيرة، لكنها عادتي كقارئة؛ إن راقني عمل واختلفت مع تصميمه المعتمد ولو في نقاط بسيطة صممت واحدًا يصم صوت المصمم داخلي عن الاعتراض!
***************
_الأسلوب:
انتهج الكاتب أسلوبًا رغم قوته إلا أنه كان سلِسًا جعلني أنصب على العمل لأطالعه في يوم واحد دون أدنى شعور بالملل حتى أنهيته كاملًا.
***************
_اللغة:
التجربة الأولى لي مع الكاتب، والتي نتج عنها انبهار بقلمه الذي يبدو واثقًا؛ وكم تمنيت أن لو كانت جميع الأعمال التي قرأتها على قدر من التمكن اللغوي الذي يجعلني أنغمس داخلها بهذا الشكل.
- التدقيق:
العمل مدقق بصورة ممتازة؛ لغويًا وإملائيًا، حتى علامات الترقيم لم تسقط من الكاتب أو المدقق من بعده، وكم أعد هذا إنجازًا؛ كونك رغم انشغالك بالحبكة والأسلوب لا تسهو عن الأخطاء البسيطة.
- السَّرد:
كان فصيحًا ممتعًا، وقد أصاب الكاتب حين جعله بلغة الراوي المتكلم؛ والتي أراها أكثر تعبيرًا عن مشاعر الأبطال، فأرى نفسي وكأنها معهم داخل فصول العمل.
- الحوار:
كان معبرًا بطريقة مبهرة؛ حيث اختفت الثرثرة وحلّت الحِكَم في أغلب الجمل الحوارية على مدار العمل!
***************
_الفكرة:
جريئة؛ تناولت قضايا لا يتحدث فيها إلا متمكن واعي!
***************
_الحبكة:
متقنة؛ وقد أحكمها الكاتب بمهارة على مدار صفحات العمل حتى أنه لم يترك مدخلًا واحدًا يستغله ناقد متمرس أو قارئ مخضرم!
***************
_الشخصيات:
دارت الرواية حول "سعيد القاضي"؛ الرجل الوسيم صاحب المكانة المرموقة والأموال الطائلة صاحب "الڤيلا" التي تقام فيها الاجتماعات التي يظهر فيها من هم مثله على حقيقتهم دون خجل!
مرورًا بزوجته "سامية المهدي" أو لنقل.. تابعة سعيد القاضي!
الزوجة المهملة، والأم غير المؤهلة، وصاحبة النفوذ المستغلة!
ولن نغفل عن "مديحة الوراق" أكثر الأشخاص معاناة على مدار العمل، والتي استغلها الجميع بلا رحمة؛ بداية من والدها "سيد الوراق" الذي حرمها حق التعليم، وصولًا لـ "سنية البيضا" التي زجت بيها في زيجة مقيتة بابنها الذي كان ضحية أبويه، والذي بدوره لم يتوانَ عن استغلالها هو الآخر، وحتى سيدتها "سامية المهدي" التي سرقت أعمالها الأدبية نظير نقود أقل من مجهودها بكثير، ختامًا بـ "سعيد القاضي" نفسه الذي لم يحترم سنه ولا مكانته، والذي ثبت أنه في النهاية ذكر شهواني كغيره يظهر للجميع كرجل وقور بينما هو عار على الرجولة أصلًا!
وصولًا لـ "كريم محمد عبد الكريم" الذي أخطأ أبوه في اختيار أمه، ثم أخطأ ثانية في تركه يعيش في كنفها وإن استرده بعد ذلك!
كريم الذي كان بذرة نقية لوثتها البيئة التي عاش فيها رغمًا عنه لينتهي به الحال كبش فداء لخلية إر.ها.بية لم يكن يستحق أن يترعرع بينها.
شخصيات رئيسية كانت رواة العمل، كانت بينهم شخصيات ثانوية أثرت في الأحداث كـ "رجب عودة" الذي فقد حياته غدرًا وهو يثبت صحة آرائه السياسية عن طريق الأدب، و"سيد الوراق" الذي لم يتق الله في زوجه وابنته ولا حتى رب عمله لينتهي به الحال وقد نال ما يستحق، كما "سنية البيضا" أس المصائب، والسيدة "حسنة" طيبة القلب، و"أميرة" التي مات كل الخير بداخلها، حتى الفطري منه، و"كريمة" و"إبراهيم" و"الشيخ علي" الذين تتلمذوا على أيدي من شوهوا صورة الدين برمته!
كلها شخصيات رسمها الكاتب بحرفية لتؤدي دورها بمهارة شديدة؛ تمامًا كما رُسمت!
***************
_النهاية:
النهاية مؤلمة، مع أن كل الأحداث البشعة التي حدثت جعلتني أتأمل نهاية وردية تهون عليّ كل ما شعرت به أثناء قراءتي للعمل، ولكن هذا لم يحدث، فقد أراد الكاتب جعلها أكثر واقعية من النهايات السعيدة التي تكون عليها الروايات، وقد أصاب.
***************
مميزات العمل "الإيجابيات":
١- إتقان الحبكة.
٢- سلاسة اللغة.
٣- تقديم الفكرة بأسلوب قوي مدروس.
٤- الموازنة بين السرد والحوار، كما الشخصيات.
٥- إجادة فن توصيل المشاعر عن طريق كل من الحوار والسرد في أغلب مشاهد العمل.
٦- جراءة الفكرة.
٧- كون النهاية واقعية.
***************
المآخذ على العمل "السلبيات/ العيوب":
العمل ممتع، ورغم جراءته إلا أن بعض أفكاره استحقت المناقشة، ربما كان يجدر به أن يتم تنقيحه من بعض المشاهد كرقص دكتورة سامية بطريقتها الغريبة، وكوصف العلاقات الجسدية المقززة التي كانت تعيشها سنية، لكنه في المجمل عمل متكامل، وللحق؛ لقد انغمست في طياته دون تركيز يجعلني أرى أي مآخذ عليه سوى تلك المشاهد!
***************
الآراء المهنية "وجهة نظري الشخصية":
العمل ممتع بشكل كبير، ورغم حزنه إلا أنه كان صادقًا يلمس القراء، معبرًا عن واقع نعيشه أو على الأقل نسمع عنه.
***************
وقفات مع اقتباسات راقت لي:
١- من الأفضل للنِّساء قطعُ آذانهن؛ هي مصدرُ كلِّ المَتاعب بعدَ ذلك مع الرجال!
عند قراءتي تلك الجملة اتفقت معها كليا، وعدت بذاكرتي لجملة لطالما احتلت ذاكرتي وهي "المرأة تأكل بأذنيها" والتي كنت أردد إثر تذكرها دومًا.. ليتها تظل جائعة!
٢- يظل صغار الفقراء أثرياء بجهلهم حتى يكبروا ويدركوا حقيقة الأمر!
تلك المشكلة! أنهم يكبرون ويدركون، وليتهم ما فعلوا في ظل حياة أهلهم تلك!
٣- هل يستوجب صدق الندم جلب الغفران؟ قد يكون ذلك مع الله لكن ماذا عن البشر!
ليس دومًا، الأمر يتوقف على حجم المصائب التي يندمون عليها بعدما تسببوا فيها، وقتها نقرر هل نغفر ونعفو أم نردد حسبنا الله ونعم الوكيل!
٤- كم هو جميل عتاب الأمهات؛ أصابعُ الاتهام تتجه إليك ولكنَّها في النهاية تتراجع عن الإدانة!
أحب دومًا عتاب أمي؛ ذاك الذي وإن كان حادًا تتخلله الرأفة طوال الوقت!
٥- ستعرف قدرَ ما أنتَ فيه من بؤسٍ عندما يكون هناك مَن يشاركك نفسَ المصير وتفقده.
صدق الكاتب! فتلك هي الحياة التي نعيشها رغمًا عنا!
٦- اترك الخصم يتحدث أمامك بشكل متصل، لا تقاطعه؛ كلما تحدث كلما تكشف لك!
جملة معبرة بشكل مدهش، ولهذا خلقنا بأذنين ولسان واحد!
٧- عندما يسيطر القلق تصبح الأمور مشوشة على نحو ما.
كثيرًا!
٨- حتى لو غاب الجسد فمداد الحروف لا يغيب.
صدقًا!
٩- أحيانًا يكون في الاعتياد أنسٌ ولو كان اعتيادًا مَقيتًا!
أغلبنا يعيش حياة لا يريدها ولا يتمناها، لكنه عند فقدان شيء منها يدرك كم هي مهمة.
١٠- لكل امرأة وجه آخرَ يحل محل وجهها الأصلي حين تغار!
حدث ويحدث وسيحدث!
***************
إجمالًا:
إنما كان العمل قويًا صادقًا حزينًا ذا قضايا شائكة تحمل في طياتها رسائل تستحق أن تصل للعالم بأكمله وليس لمجموعة قراء فقط، وهو الأمر الذي أتمنى أن يحدث عاجلًا💙!
#ڤيلا_القاضي
#عمرو_دنقل
#مسابقة_ريڤيوهات_ڤيلا_القاضي
#مسابقات_مكتبة_وهبان
#مجرد_وجهة_نظر
#زينب_إسماعيل