#أبجد_في_فنجان_قهوة_وكتاب.
#المراجعة_الأولى.
"عن رواية أرض الغربان لـ د/ أحمد عصام الدين"
اسم العمل: أرض الغربان.
العنوان الفرعي: لا يوجد.
اسم الكاتب: د/ أحمد عصام الدين.
نوع القصة: رواية.
تصميم الغُلاف: غير معروف.
تدقيق لُغويّ: مُدقَّق.
اللّغة: العربيّة.
نوع الرَّاوي: راوي متكلم.
عدد الصفحات: ١٦٦ صفحة.
***************
_نبذة عن العمل "ملخصه":
تدور الرواية حول "فارس"؛ البطل التائه بين أروقة البحر واليابس المتمثل في أرض الشاطئ وأرض الظلام في إطار فلسفي نفسي يكون فيه هو جلاد نفسه وضحيتها ممتثلًا لنصائح الجد حكيم الذي برع في أداء دور الفيلسوف!
عالم مختلف يسكنه أبطال الرواية لا وجود فيه للعملات النقدية، وغيرها من أساسيات الحياة الموجودة بعالمنا، بل إنهم يختلفون قلبًا وقالبًا، مما أضاف لنوع الرواية إطارًا جديدًا خياليا فانتازيًا شيقًا!
***************
_الاسم:
أتى مخلفًا وراءه لغزًا كشفته الأحداث، ورغم أنه كان مميزًا لم يستخدم من قبل، إلا أنني لم أرَه معبرًا كفاية عن العمل.
**************
_الغلاف:
كان معبرًا عن العمل وخادمًا لفكرته بشكل ما، مصمما بدقة، لكنني أرى أن هناك ما هو أفضل للتعبير عن العمل؛ حيث أن المحتوى يستحق غلافًا أشذ جذبًا للقارئ.
***************
الأسلوب:
انتهج الكاتب أسلوب السهل الممتنع، وكم جعل العمل شيقًا!
***************
_اللغة:
على مدار صفحات العمل اتضح لي أن الكاتب على قدر من الثقة بذاته لامتلاكه حصيلة لغوية لا تقدر بثمن؛ فلا هي الدسمة التي تحتاج لمعاجم، كما اعتاد بعض الكتاب أن يستعرضوا عضلاتهم اللغوية، ولا هي بالضعيفة المفتقرة للتشبيهات البلاغية؛ بل إنها أتت سلسة مناسبة تمامًا للقراء من مختلف الأعمار.
_التدقيق:
العمل مدقق بشكل جيد.
_السَّرد:
احتل العمل بصورة كبيرة؛ نظرًا لأن الرواية مذكرات للبطل، فبدت سردية في المقام الأول.
في بعض الأحيان كنت أشعر بالملل إثر مشهد سردي طال عرضه، لكن تذكر فارس خلال حكايته لجملة من الجد حكيم تعيدني لقلب الرواية من جديد.
_الحوار:
كانت لغته فصيحة مناسبة ذات أهمية، ساهم في إيصال أغلب المشاعر؛ خاصة المشاهد التي تحدثت فيها حرية.
ربما لم يوازي السرد في طوله، لكنه كان قيِّمًا.
***************
_الفكرة:
تمت مناقشتها في أكثر من عمل قبل هذا، لكن طريقة تناول الكاتب لها وأسلوب عرضه للأحداث وتسلسلها كان ممتعًا بحق، لدرجة أن جعلها تبدو وكأنها مبتكرة، ولا مثيل لها!
وقد بدا جليًا جهد الكاتب المبذول في طرحها بهذا الشكل الذي لاق بها كثيرًا.
***************
_الحبكة:
كانت دقيقة بشكل غير مسبوق؛ حيث طريقة العرض والنهاية التي لم أتوقعها أبدًا، وقد كنت سعيدة بشكل كبير حين اتضح لي أن الجد حكيم ما هو إلا الوعي الخاص بفارس، لأنه ذكرني بتشتتي ما بين هوى النفس والضمير "الـ أنا والـ أنا العُليا"، وقد كان هو ضميري، أو كما يقال؛ الـ أنا العليا!
***************
_الشخصيات:
كانت ذات أبعاد ممتازة، أجاد الكاتب وصفهم، وجعلهم ذوي أثر منذ ظهورهم الأول، وخصوصًا شخصية الجد المثالية، التي تبين سبب كونها مثالية في النهاية.
ورغم أن عدد شخصياتها ليس بكثير إلا أنه لم يكن بقليل أيضًا، بل كانت ملائمة للأحداث، الثانوية كما الأساسية تمامًا، وقد أدوا جميعًا أدوارهم بإتقان لا يضاهى وصلتني من خلاله كل مشاعرهم؛ فأغلب الأحيان كنت أشعر بتيه "فارس"، وبعض الأوقات كنت أنتفض لإباء "حرية"، وقليل ما كان ضميري يهتف بحكمة تشبه مقولة للجد "حكيم"!
***************
_النهاية:
كانت مرضيةً بصورة لا مثيل لها، خصوصًا أنني لم أتوقعها، وكوني حين وصلت لها رأيت نفسي في تيه فارس، فقد خلقت بداخلي تساؤلات عدة، أهمها؛ ترى كيف يكون تفكير جميع شخصيات العمل بداخلي!
***************
مميزات العمل "الإيجابيات":
١- إتقان الحبكة وتقديمها بشكل مبهر.
٢- كون الفكرة هادفة.
٣- سلاسة اللغة.
٤- روعة الأسلوب.
٥- الحكم المقتبسة من العمل.
٦- النهاية التي أخذت حقها.
***************
المآخذ على العمل "السلبيات/ العيوب":
لم يكن بالعمل سلبيات تصنف تحت هذا البند بشكل مباشر، لكن غلبة السرد وعدم موازنته مع الحوار فصلتني في بعض المشاهد، وقد كانت تصيبني بالملل للحظات حتى أعود.
***************
الآراء المهنية "وجهة نظري الشخصية":
"أرض الغربان" عمل هادف، سعى به الكاتب لترسيخ فكرة هادفة في أذهان القراء، وأنا أقدر الأعمال الهادفة، وأراه يستحق.
***************
وقفات مع اقتباسات راقت لي:
١- "الذاكرة يا فارس؛ سحابة عنيدة؛ يصيبها الجفاف إذا نظرت إليها، وإذا طلبت منها الهدوء؛ تمطر الذكريات فوق رأسك!"
هذا ما يحدث لي أغلب الأحيان، وقد رأيت فكري عاريًا في هذا الاقتباس، لدرجة أنني وقفت لبرهة اتأمله!
٢- "الخوف يأكل الروح!"
أمر حقيقي! كثير ما يتغذى الخوف على أرواح الجميع وسعادتهم، سالبًا إياهم كل ما يملكون في غمضة عين!
٣- الزواج - كما أعرفه - هو مأساة بمعنى الكلمة، أن يسكب اثنان مشاعرهما في طبق التعارف، ثم يدخلانه فرن الزواج، وبعدها يخرج من الفرن طفلًا لا يعرف شيئًا عن الحياة، يطعمانه بخلافاتهما، ويغطيانه باختلافاتهما، ويمطران فوق رأسه عيوبهما، ولا يجد لآفاتهما من مهرب!"
مأساة حادثة، تمكن الكاتب من عرضها بمثال بسيط، لكنه عميق في الوقت ذاته، وكم يبدو مؤلمًا!
٤- "هناك أشخاص لا تدرك أنهم كانوا يحملون مصابيحَ حياتك إلا عندما تجِد الظلام يغلّفك بأصابعه الباردة بعد رحيلهم."
يرحل الكثيرون عنا، ولا ننتبه لتأثير وجودهم إلا بعد أن يرحلوا، وقد صدق الكاتب؛ لقد كانوا يحملون مصابيح حياتنا!
٥- "أشكو لصخرتي من العالم، فتضمني بقلبها الحجري!"
تعبير بليغ! وحقًا لقد جذبني مجرد التخيل للعيش داخله!
٦- "الجوع مجرم؛ لا يعرف عن الرحمة شيئًا!"
يقال دومًا أن "الجوع كافر"، وكونه كافرًا أو مجرمًا ففي الحالتين هو سيء!
٧- "هناك بشر يعجب الناس بكلماتهم المعسولة، ووجوههم المضيئة، وأهدافهم الظاهرة للعيان، ولا يرون نياتهم المخبئة وراء أقنعتهم الجذابة!"
هؤلاء الذين أخبرنا عنهم المولى سبحانه بقوله: "وإن يقولوا تسمع لقولهم"!
٨- "الدموع تقفز من شرفات الأعين رغم إرادة الإنسان!"
أحد أكثر المشاعر إيلامًا، هو عجزك عن مواراة أحزانك؛ لأنها توهمك بثباتك، لتظهر رغمًا عنك في نبرة صوتك، ثم تتحول لدموع لامعة في مقلتيك!
٩- "قلب راض وجيب فاض، خير من أن ينتفخ جيبك ويبتئس قلبك!"
الرضا وما أجمله!
١٠- "الذاكرة رجل عجوز يعمل في مكتبة عملاقة، تطلب منه كتابًا؛ يبحث عنه طويلًا، ثم يناولك كتابًا آخر!"
هذا بالضبط ما يحدث معي، وكم مرة حاولت الانشغال عن شيء يؤرقني ليستحضره عقلي في الحال!
١١- "إرضاء النساء هي أسهل مهمة مستحيلة في الدنيا!"
أكثر جملة معبرة عن بني النساء، ومن شدة إيماني بها دونتها في مفكرتي الحبيبة، وقلما يحدث هذا!
١٢- "الإنسان لا يقول ما يريده دفعة واحدة أبدًا!"
حقيقة واقعة، نحاول كثيرًا إخفاء أمور لن يفهمها أحد، فتظل الخبايا تؤرقنا!
١٣- "اهتمامك بجروح الناس لن يضمد جروحك، جميعنا جنود في معركة لا يخرج منها محارب دون إصابات!"
الكل بلا استثناء جندي في معركة الحياة الدنيا كلما حاول النجاة وقع صريعًا!
١٤- "أن تسجن مع من تحِب خيرٌ من أن تكون حرًّا ولكن؛ وحيدًا!"
أو مع من تكره!
١٥- "السعادة لا تدقُّ بابًا يرفع صاحبه رايات الاستِسلام، وجروح الحياة لا تتوقَّف عن النزيف من تِلقاء نفسِها، ولكنها تخجل من الذي لا يخيفه لونُ الدم!"
تفكير منطقي، لم يسعني أن أصل إليه سابقًا، وأنا سعيدة من معرفتي به.. الآن!
١٦- "الأشياء تكتسب قيمتها يا فارس من نظرات الناس لها ونحن يا صغيري لا ننظر للأشياء بنفس الأعين؛ رغيف العيش يراه الجائع كنزًا، الغِطاء يراه البردان كنزًا، قميصك القديم يراه العراة كنزًا، بيتك الضيِّق يراه المشرَّدون كنزًا، هناك من يرى إعجاب الناس به كنزًا، وغيره يرى في الوحدة كنزًا، والكتب يا صغيري مثل كافة الأشياء، من لا يعشقها قد يشعلها ليدفئ يديه، ومن جرَّب أن يغوص بين صفحاتها وينهل من حكمتها وحده من يعرف قيمتها؛ ويراها أكبر الكنوز."
كل كلمات الجد حكيم كانت حكمًا، وقد اعتبرتها مرجعًا أو منهجًا للحياة!
١٧- "لا يوجَد شيء اسمه القرار الأمثل، نحن بشر يا فارس، لا نستطيع أن نتَّخذ قرارات سليمة طوال الوقت، عقولنا معتادة على الخطأ، ولسنا مطالبين بالتصرُّف كملائكة."
نحن لسنا بملائكة!
١٨- "العلاقات معقَّدة للغاية يا فارس، يفشل منها أكثر ممَّا ينجح، ويخرج منها الناس كما لم يدخلوها."
العلاقات أكثر شيء معقد في الدنيا، لدرجة أنه لا يكفيه كتب ومجلدات لوصف تعقيده!
١٩- "الخدَم لا يَسكنون القصور ما داموا يخدمون سكَّانَها!"
لطالما يخدمون سكانها!
٢٠- "أن يغيِّر الإنسانُ حياته بأكملها هو حلم جميل يراوِد الجميع، وفي نفس الوقت هو أسوأ الكوابيس التي قد يحلم بها إنسان!"
حدث بالفعل!
٢١- "التسرع ناصح فاشل يا صغيري!"
أفشل ما يمكن!
٢٢- "كل إنسان في الحياة يستحق أن يحيا حياة سعيدة."
كلنا!
إجمالًا:
إنما غصت في العمل بشخصياته وأحداثه واقتباساته حتى كدت أغرق، ولكن لحسن الحظ؛ أنا أجيد السباحة في بحر الكتب💙!
#مجرد_وجهة_نظر.
#زينب_إسماعيل.