#مأساة_السيد_مطر

بعيدا عن الرمزية وعن قراءة ما بين السطور وعن البحث عن الاسقاطات التي مررها الكاتب عن وضع فلسطيني الداخل والصراع المرير بين الحفاظ على الهوية الفلسطينية والانصهار ضمن مزيج الشعوب التي استولت على الأرض وغيرت طابعها وعن وضع الدول العربية المراقبة بصمت مريب منذ قيام دولة الاحتلال، الرواية من النصوص المربكة، ذلك الارباك الجميل او لنقل المثير الذي يجعلك تقلب الصفحة تلو الصفحة وتود لو أنك لم تخرج من ذلك المزاج الذي وجدت نفسك فيه أثناء القراءة... السباحة او الطيران في حلم او ربما كابوس قد يكون توصيفي لهذا النوع من الفن، كأن تقف مبهورا أمام لوحة لسيلفادور دالي تتأملها لساعات ومع كل نظرة تكتشف أبعادا جديدة لما تراه...

سيد مطر الذي لم يولد الا بين سطور هذه الرواية من الشخصيات التي ستحملها معك كقارىء شغوف، برفقة شخصية أخرى لا تنسى من أعمال خالدة... وقلم مجد كيالي تشابه لي في أحيان كثيرة مع قلم هاروكي موراكامي وعالمه الغرائبي...

من الرواية:

❞ لم يكن يحيى يجرؤ على التحديق بالسماء عبر قضبان النافذة العالية في زنزانته الانفراديّة كان يشعر بأن إسمنت الغرفة يؤطّر السماء، فيحوّلها صورة عن كل ما هو ممنوع عنه في هذا العالم وفي واحدة من المرّات قال لأمنون إن هذه النافذة هي أكبر آلة تعذيب في السجن كلّه، لأنها تذكّره بما يخسره في كلّ لحظة. «أمامك السماء، لكنك لا تستطيع الاقتراب منها، ولا عيناك تستطيع أن تلحق غيمةً تمرّ عبر النافذة إن دفعتها الريح مسرعةً في المدى» ❝

❞ لكنهم لا يتحدثون عن الأمّ أبداً. حين يتحدثون عنها، فإمّا أن تكون معنفةً، وإما أن يتحدثوا في شؤون تحديد النسل، إما أن يكون زوجها وحشاً، وإما أن يكون مقامراً أو مدمناً أو مغتصباً لكي يتحدّثون عن حريّتها. حريتها فعلاً في أن تعيش. على الرجل أن يتصرف بشكلٍ يكسر الحلقة الطبيعيّة -الأب والابن والأم- لكي تعود الأم إلى إنسانيّاتها بنظر الجميع وحتى بنظر نفسها، حتى تخرج من دوّامة القداسة، ويعود لها الحق في أن تجرّب وتُخطئ، تُحبّ وتنتشي. لطالما ظلّت هذه الدائرة تعمل، فإن الأم تبقى تعبّئ وظيفة الضلع الثالث في المثلث الشهير-الأب -الأبن والروح القدس. ❝