هذا الكتاب الأول الذي أقرأه للكاتب يوسف الدّموكي و كنتُ قبلًا مهتمةً بكتاباتِه المختلفة التي اعتاد أن ينشرها سواءً على مدوناتِه أو صفحاته الخاصّة، ما يميّز كتاباتِه ملامستها للواقع و تأثيرها الصاخب في النّفس.
لعلّي تأخرتُ في كتابة هذه المراجعة - رغم أنّي أنهيتُه منذ مدّة- ، لكنّ كتابًا كهذا كان يحتاج لمراجعة تليقُ بما ترك من أثر، و كانت محاولةً لترتيب الحروف بطريقة جيّدة.
يحتوي هذا الكتاب على العديد من الرسائل التي تفرّقت من حقيبة ساعي البريد و وصلت إلى دفّتي هذا الكتاب لتحفظها من النسيان، ذكر فيها بعض الواقع في الأحداث المصريّة بطريقة مختلفة، سلسة، و مؤثّرة.
بما أنّني أقرأ الكتب ورقيّة فقط، كان هذا الكتاب مميزًا بطريقة حسيّة و لطيفة فقد احتوى الكتاب على ظرفٍ فارغ ليكتب فيه القارئ رسالته بعد انتهاءه من قراءة الرسائل لعلّه يجدُ عنوانًا لتذيلها، و كان هذا لافتًا، كُتب على الظرف " رسالة أرجو ألّا تسقط من ساعي البريد!"، و لقد كتبتُ لأنقذ حروفي الأخيرة.
أراني بكيت و ضحكت مع مرور السطور في فؤادي، و وجدتُ في هذا الكتاب رسالةً تُشبِهُ شيئًا عجزت يومًا عن أن أكتبه رُبّما، أو شيئًا انتظرتُه بشدّة.
كتاب مميّز، لكاتبٍ معاصر أظنّ أنّ التاريخ سيذكره فيما بعد.