دراسة نقدية ومقالات جُمعت في كتاب منتظم ماتع، لا غنى عنه للباحث عن أجوبة الإسلام في مواجهة الخطاب المدني الحداثي...
يبحر فينا الشيخ المحامي الداعية ابراهيم عمر السكران -فك الله بالعز أسره- مع اشكالات هذا الخطاب ويستعرض لنا ردود النقل والعقل حول هذه الإدعاءات... ولا أنسى الإشارة إلى لغة الكتاب كعادتي مع كتب الشيخ ابراهيم السكران، فهو سهل اللغة، رصين الألفاظ، بديع المعاني، ويمتاز بلغة مفهومة لمن لا خلفية كبيرة لديه عن العلوم الشرعية، فهو كتاب ليس مخصصًا لفئة معينة من طلاب العلم، وهذا ما اعتدناه في كتب الشيخ حفظه الله.
يستند الشيخ في بداية كتابه إلى أن المشكلة لدى هذا التيار ليست الإنبهار بالنتاج والتطور الغربي، وإنما أساس المشكلة هو منزلة وقيمة الحضارة من هذا الخطاب.
ويستعرض الكتاب في فصوله مجمل هذه الإدعاءات، ويتناول منزلة الحضارة بشقيها المادي والروحي، ويستعرض مصادر التشريع الإسلامي وتناولها وتقييمها لمنزلة الحضارة بنوعيها. ولا يغفل الشيخ أقوال فلاسفة ومستشرقين غربيين حول هكذا موضوعات، فكان في بعض المواضع يرد على أقوالهم بأقوال غيرهم من الغربيين... ليبين منهجهم العقيم في بعض المواضع.
في آخر الكتاب، مُلحقٌ برد المؤلف على بعض النقاط المثارة حول هذه الدراسة النقدية حين تم نشرها، ويبين فيها رده ومآربه من هذه الدراسة المستفيضة.
جزى الله الشيخ ابراهيم السكران خير الجزاء، وفرج كربته وإخوانه العلماء والدعاة في أرض الحجاز.