كنت دومًا أتطلّع إلى قراءة الأيام لطه حسين ولكن لم يخطر لي ابدًا أن أقرأ لفدوى, تلك التي حفظنا أبياتها في رثاء أخيها إبراهيم عن ظهر قلب في إحدى سنواتي المدرسية.
حين شرعت بقرائتها ذُهِلت لشدةِ إقتراب الواقع والحياة هنا بحياتها, لم تحاول أمي إجهاضي, ولم أمنع من مواصلة الدراسة..
لكن في حياةِ الفتيات هنا عوائق عديدة, حتى لو تحوّرت مع الزمن ستبقى العوائق عوائقًا ولا نستطيع إنكارها!
أُحيي فدوى العظيمة على مدى رقيِّ عقلها و إمتداد معرفتها التي وفي بداية السيرة الذاتية ظننتها مقتصرةً على الأدب الجاهليّ وبضع كتب شعرية فسّرها لها إبراهيم.
كان الجزء المحبب إلى قلبي هو سفرها إلى بريطانيا, ذاك الشعور الذي لا يقدّر بثمن, تلك اللهفة والعيون التي تأكل المباني القديمة والمتاحف بفضولِ يثير البهجة في النفس.
دام الأدب راسخًا يغذي أرواحنا العطِشة.