شهقة اليائسين: الانتحار في العالم العربي > مراجعات كتاب شهقة اليائسين: الانتحار في العالم العربي > مراجعة Khaled Elaraby

شهقة اليائسين: الانتحار في العالم العربي - ياسر ثابت
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

المتأمل جيدا فى مجتمعاتنا العربية سيجد ان ما لحقها من جهل وفقر وتخلف عن ركب الحضارة

مصدره شيئان لاثالث لهما

اما العرف او الدين يغلفهما الخوف من طرح السؤال المسبوق بـ لماذا

وكأن حروفه منسوجة من سموم الافعى نخشى ان نقترب منه فيودى بحياتنا

عُرف يبنى يوما بعد يوما جدران من الجهل فتسد امامنا افاق النهضة والتقدم والرقى

ودين اصبح ف عصرنا كعصاة موسى ف ايدى الحكام والسادة المارقين تمكنهم من استعباد الرعية عن طريق بعض مفسريهم وشيوخهم المأجورين الذين لم يتورعوا عن تضليل الشعوب وتخدير إرادتهم وإضفاء عباءة الحلال على كل مظالم الحاكم

وتحولت طاعة الله في السماء إلى طاعة البشر في الأرض سواء بطاعة الحاكم أو طاعة علماء الدين والشيوخ وأصبح العقل العربي عاجزا تماما عن طرح الأسئلة خارج الإطار الرسمي بفعل فرمانات دينية من العلماء والشيوخ وأولي الأمر والسادة، مما أدى لوأد الحس النقدي الذي يعد الوقود المحرك لتطور المجتمعات

ومن هنا تأتى اهمية كتاب شهقة اليائيسن

فيتناول الكاتب ظاهرة تضرب أطنابها داخل نسيج مجتمعاتنا وتهدد بسقوطها إلى الهاوية

ظاهرة الانتحار ( شهقة اليائسين ) اللحظة التى يبدو فيها كل شىء خاليا من المعنى والاساس المبرر ويجتاح الايام عقم مطلق بالنسبة لشخص عاجز عن الاستقرار والاستمرار فيتأهب لمواجهة هاوية اخرى لاتنضب

وهنا يطرح الكاتب السؤال الاهم

ما هى اسباب الانتحار & لماذا يقدم شخص ما ع الانتحار

ويرى المؤلف أنه في ظل أزمات اقتصادية خانقة وتضييق سياسي على المشاركة في الممارسة الديمقراطية وغياب ملامح العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص في العالم العربي يلوح الانتحار في الأفق بالنسبة إلى من يشعرون بالقلق والجزع وينشدون الخلاص أو يريدون التعبير عن رفضهم لواقعهم الأليم

وفي مدنٍ عربية دخلت نفق التخلي، وقرى وبلدات ذاقت طعم التجاهل والنسيان نجد أجيالاً بأكملها نُحرت قبل أن تنتحر وشعوبا أُهملت قبل أن تنحدر إلى قاعها الدامي وأفقرت إلى حد الاغتيال

ويقدم المؤلف صورة عميقة وتاريخية لحالات ومعدلات الانتحار في الدول العربية ويتتبعها دولة بدولة مع استعراض نماذج لحالات الانتحار التي هزت تلك المجتمعات العربية في الماضي والحاضر

ومما يرد في الكتاب نطالع أن معظم الدراسات تدل على وجود علاقة ترابط تام بين أغلب حالات المنتحرين في العالم العربي وبين بعض المتغيرات التي تنحصر في الفقر والبطالة والفشل العاطفي يليه الدراسي ثم الوظيفي بينما لم تغفل هذه الدراسات المتغيرات الخطيرة التي طرأت على المنطقة من كثرة الحروب ومناطق الصراع المشتعل في كثير من البلدان. وظهرت نسبة من الحالات أقدمت على الانتحار بسبب المرض العقلي أو الجسدي

وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 69% من أعداد المنتحرين في العالم العربي عانوا ضغوطا اقتصادية قاسية من فقر وبطالة ووممارسات سادية من الحكومات

ويغوص المؤلف في تاريخ مصر المعاصر ويرصد لنا حالات الانتحار من عصر محمد على مرورا بفترات الكساد العالمى

ثم يقدم لنا قائمة باشهر المنتحرين ف العالم ابتداءا بالرسام البريطانى روبرت فاغان مرورا بعظماء خلدوا اسمائهم ف التاريخ الادبى والفنى امثال ارنست هيمنجواى الروائى الامريكى العظيم والشاعر الروسى فلاديمير مايافوسكى والمغنية الايطالية داليدا والكاتب اليابانى يوكيو ميشيما

انتهاءا بالحالة الاشهر ف الوطن العربى ف السنوات الاخيرة

التونسى محمد بوعزيزى الذى اصبح رمزا لانتفاضة المضطهدين ضد فساد الطبقة الحاكمة

وينهي كتابه بفصل عن أسبوع الانتحار في مصر والذي تلا الثورة التونسية وسبق الثورة المصرية، وكيف وظّف النظام المصري السابق كل طاقاته لمواجهة من هدّدوا وجوده بإزهاق أرواحهم، وكيف أن ذلك النظام الذي كان قد تحلّل بفعل أخطائه وحماقاته، لم يزد الطين إلا بلة أودت به

ويمضي متتبعا حالات الانتحار المستمرة بعد يناير 2011 والتي تمثل أكبر دليل على أن هذه الثورة ما زالت مستمرة وأن أسباب اليأس لم تنضب بعد

ثلاثة نجمات للكتاب والرابعة للكاتب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق