في أدب الصداقة
انتهت القهوة الآن،وانتهت معها الرسائل.
ربما انتهى عمر أحد الصديقين هنا و رُفعت روحه النقية(إذ أن الصداقة لاتليق إلا بذوي القلوب البيضاء )،لكن لم تنتهي المحبة بالتأكيد.
أتكلم هنا عن رسائل مروان التي كانت تضعني في حالة من ملاحقة الأحرف بسرعة شديدة لا أستطيع أن ألتقط أنفاسي خلالها،رسائله التي كنت أشم رائحة الغُربة من خلالها،حروفه التي كانت تخرج كالرصاص إلى القلب مباشرة،إلى قلب من يحب.وصلني رذاذ الطلقات..ووصل لجميع القراء لهذه الرسائل.
أما رسائل عبدالرحمن و آه من رسائله!
لم يكن يكتب،كان ينحت الحروف.
ليس من الصعب أن أسمع الآن صرير أقلامه،أنّات شخصه.
كلمات عبدالرحمن تصنع لنفسها مكاناً في نفسك و تستقر فيه،لا تتنازل عنه أبداً!
كتاب تملؤه الحياة،كتاب يعلمك كيف تكون الصداقات الحقيقية،كيف تكون العلاقات العفوية،كيف تصير الحياة بمن تحب و تعرف.
أدب الرسائل لا يحتاج لأي شيء،سوى قلب صادق،ورفيق عطُوف.
فجر الأربعاء
٢٧ أبريل،١٦