في هذا الكتاب يعطينا الغذامي تصوره لظاهرة الصحوة، وباختصار هي ظاهرة حشود وافقت ظرفًا ثقافيًا. وهذا الظرف الثقافي نتج من خيبات المشروع العروبي في الستينات. وهو يشابه ظاهرة الصحوة بظاهرة التيار القومي. ثم يبشر كاتبنا بـ"ما بعد الصحوة" وهي مرحلة التعدد الثقافي، وهذا الظرف الثقافي كما يسميه دوافعه كثيرة لعل أهمها دخول الكتلة الصامتة في المشهد عن طريق الشبكات الاجتماعية. وقد أعجبتني صفحات قليلة حاول الغذامي فيها أن يستقرئ أثر تويتر على الحراك الثقافي في المجتمع، وأتمنى منه أن يفرد لنا كتابًا في أثر تويتر.
أعيب على الكاتب تجاهله الواضح للاحتدام السياسي بين الصحوة والحكومة في التسعينات بعد إحضار الجيش الأمريكي. فهذا له من الأثر ما له، وقد يكون هو السبب الرئيس في تراجع هذه الظاهرة عام ٩٧ كما يحدده الغذامي.