نجمة ونصف.
رواية مسلية لا أكثر ولا أقل، ميزتها الوحيدة في سردها السلس، لو كتبها أديب عربي لتم سلخه على المشاهد الجنسية الساخنة وفراغة المضمون، تنتهي بلا إجابات على التساؤلات الكثيرة المعلقة، فالراوي هنا ليس عليما ببواطن الأمور وخلفياتها ومسبباتها، بل هو يسرد لنا حكايته - منذ كان في الثانية عشرة حتى أتم السابعة والثلاثين- كما يفترض أنها وقعت، متخذا من علاقاته العاطفية والجنسية محورا لهذه الحكاية بما فيها من ألغاز يستعصي فهمها عليه وعلى القاريء بالتبعية، ضايقني هذه الأسلوب بعض الشيء لأنه لم يشبع فضولي كقاريء لكنني تقبلته في النهاية كما أتقبل غموض الحياة بأسئلتها غير المجابة.
لم تغظني النهاية هنا كما فعلت نهاية كافكا على الشاطئ لمحورية أسئلة كافكا وعظم دلالاتها، إلا أن جنوب الحدود كذلك تفتقر لألمعية كافكا وتميزها ووهجها، فهي كما أسلفت مجرد رواية باهتة فقيرة الخيال فارغة المضمون، يحسب لها فقط موهبة موراكامي السردية كحكاء بارع التي جعلتها رواية مسلية ليس أكثر. (