يا الله!!

آصبت بالذهول لقرائتي هذا الكتاب الذي يحكي جزء من قصة حياة كيلين هيلر ، تلك الفتاة التي إبتلاها الله بفقد أكبر نعمتين أنعم بهما علي بني الإنسان : البصر و السمع و هي لم تتجاوز بعد الثانية من عمرها ،ولكنه عوضها عنهما بنعمتين أكبر و أعظم و لا توجد عند الكثير و الكثير من البشر ، ألا و هما البصيرة و الإرادة الحديدية.

يكفي أن يضع أيا منا نفسه مكان هذه الإنسانة الجميلة رقيقة المشاعر ليعلم أي إلهام يمكن أن تصنعه قصة كفاحها و أي أمل يمكن أن تعطيه للمكفوفين و المبصرين علي حد سواء ، و يكفي أن تشعر بالدهشة الشديدة للسلاسة المتناهية التي تصف بها الأشياء بطريقة أفضل من معظم المبصرين الأصحاء.

بعدما إنتهيت من قراءة هذا الكتاب خالطني شعور بالإعجاب الشديد للكاتبة مع شعور آخر بتأنيب الضمير للتقصير الشديد الذي أقوم به في حياتي و لإلقاء المسئولية دائما علي الظروف الصعبة المحيطة بي , و بكل أبناء جيلي و ووطني , و لكن هذا الكتاب أفضل ميزة فيه أنه يكاشفك بعيوب نفسك و يراك تراها بلا رتوش و لا تجميل لتعرف مواطن النقص فيك و تحاول جاهدا أن تسير علي طريق إكمالها