لا أصدق أنني أكتب مراجعة عن الكتاب الأخضر.. ولولا أن صديقا عزيز ألح علي أن أقرأه لما فعلت.
هذا الكتاب عبارة عن أفكار متفرقة عن بعض القضايا السياسية كالأحزاب وعلاقتها بالدمقراطية وعن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وعرض لحلوله الخاصة لهذه المشاكل. الكلام غير مرتب والأفكار مشتتة وغير مترابطة.. واللغة ضعيفة.
في الكتاب الأخضر يعرض القذافي حلولا يراها للمشاكل التي أوقع العرب أنفسهم فيها من جراء اتباعهم للديمقراطية الزائفة على حد تعبيره... يهاجم القذافي التجربة العربية في الديمقراطية ويعتبرها فاشلة أو نوعا آخر من الديكتاتورية المقنعة بسبب عدم تفعيل الأحزاب بشكل عملي في العملية الانتخابية .. وهو يقارن بين ذلك وبين الديمقراطية الحقيقة في البلاد الأوروبية...
وهذه النتيجة التي خلص إليها القذافي ليست بالاستنتاج العظيم الذي يحتاج إلى خبرة سياسية طويلة ليدركها المرء...
يرى القذافي أن مصادر التشريع يجب أن تكون إما الدين أو العرف... وأن من يحدد هذا وينظمه ويحميه هو الشعب... ويعود هنا مرة أخرى إلى حشر الديمقراطية الحقيقية في كل شيء...
يرى القذافي أن حل المشكلة الاقتصادية يكمن في الاشتراكية التي تحرر الشعب من التبعية الاقتصادية لصاحب رأس المال... وهو يرى أيضا أن الأجرة هي تقرير لعبودية العامل لسيده...
ويتمثل حل القذافي للمشاكل الاجتماعية في توضيح أن لكل فرد مهمته المحددة في المجتمع التي لا يجوز أن يتعداها "فالرجل رجل..والمرأة مرأة" كما يقول القذافي ... وهو يدخل في مسألة التفريق بين الجنسين هذه طويلا وأقتبس لكم هنا شيئا من هذا لتعرفوا مستوى الكتاب وكاتبه. يقول القذافي: "المرأة أنثى, والرجل ذكر. المرأة تحبض أو تمرض كل شهر, والرجل لا يحيض لكونه ذكرا. وهذا المرض الدوري هو نزيف. والمرأة إن لم تحض تحمل, وإذا حملت تصبح بطبيعة الحمل مريضة قرابة السنة..." وهكذا يمضي في تحليله للفرق الجسدي بين الرجل والمرأة يتبعه التفريق النفسي والوظيفي لكل منهما...
وله العديد من الآراء المتفرقة حول أمور اجتماعية أخرى كدور الحضانة والسود والرياضة والفن والموسيقى والخادمات في البيوت.
وتحسه في كل مرة يعرض فيها أفكاره وكأنه توصل إلى شيء جديد لم يفكر به أحد من قبل...
الكتاب عبارة عن مضيعة للوقت .. وكل ما فيه ينطبق عليه قول الشاعر:
وبات طول الليل يكدح فكرته **** ففسر الماء بعد الجهد بالماء
وسلامتكم